19 سبتمبر 2025

تسجيل

ساعة واحدة

21 مايو 2015

من منا لم يتذمر ويشتكي يوماً من ضيق الوقت وضغطه.. لن تجد أحداً إلا وتراه اشتكى مرة أو ربما تراه يشتكي مرات ومرات من زحمة الأعمال وقلة الأوقات، وربما يكون صادقاً في شكواه وربما أيضاً يكون مبالغاً، وليس الصدق هنا أو المبالغة في الأمر موضوعنا اليوم. أغلبنا ربما وجد في إلقاء اللوم على الوقت، تبريراً جميلاً مقبولاً عند نفسه على الأقل قبل غيره، وذلك عند حدوث أي إخفاق أو عدم إتمام أمر ما، لماذا؟، لأن هذا الوقت ليس بالشيء المحسوس أو يمكنه أن يتجسد حتى نخاف منه ونرهبه، فهو لن يدافع عن نفسه ولن يتكلم، مهما عاتبناه وألقينا عليه التهم ليلاً ونهاراً، لكن هل يقدر أحدنا أن يبرر إخفاقه أو عدم إنجازه لعمل ما مثلاً فيقول بأن السبب كان مسؤوله في العمل أو مديره أو الرئيس الفلاني أو والده أو فلان أو علان؟، بالطبع ليس سهلاً كالوقت، لأن كل أولئك يمكنهم رد الصاع عليه صاعين، إن كان يتهمهم ويريد الزج بهم في إخفاقاته، عكس الوقت، كما أسلفنا.الموضوع الأهم في حديثنا اليوم، خلاصته أن المرء منا عليه أن يتدرب أكثر فأكثر ويجهد نفسه في أمر تنظيم الوقت واستثماره بالشكل الأمثل والصحيح.. وإن خير تنظيم أو استثمار له في مثل هذا الزمن، المتسارعة وتيرته والكل في سباق معه، أن تكون لكل منا ساعته الخاصة في اليوم، والأفضل أن يحددها كل يوم قدر المستطاع، من أجل أداء ما يرغب ويتمنى ويحب من عمل أو أعمال.إن حددت ساعة لك أو ساعتين، تكون لك وحدك لا يشاطرك أحد فيها ولو بدقائق معدودات، تستمتع فيها وتعيشها من أجل صحتك وذاتك.أطلق ما شئت من أسماء على تلك الساعة.. ساعة خلوة أو ساعة راحة أو تأمل أو تدريب على هواية أو ساعة اللاشيء!! فإنك أحياناً ترغب في عمل لا شيء، وهذا الأمر يمكن أن نعتبره أحياناً عمل، بل وعمل مهم.. فإن حددت تلك الساعة ووجدت نفسك مندفعاً صوبها ومستمتعاً بها تنتظرها بفارغ الصبر كل يوم، فاحرص عليها.. ستجدها غاية في النفع والإيجابية.إن ساعات اليوم هي حياتك، وحياتك أحسبها تستأهل كل خير، ولا أظنك تبخل على حياتك بساعة واحدة في اليوم على أقل تقدير، من أصل أربع وعشرين ساعة، توزعها عادة ما بين عبادة وطعام وشراب ونوم وعمل.. إنها ساعة واحدة لا أكثر، تستمتع فيها وتجد راحتك خلالها - وبالطبع - فيما يرضي الله، حتى لا يُسيء أحد الفهم.فهل أتحدث عن ساعة مستحيلة أم أمر صعب المنال؟.