10 سبتمبر 2025
تسجيلكان يا مكان، وليس في قديم الزمان، وإنما في عصرنا الذي تغير عن ذاك الزمان، ويرويها لنا فلان عن فلان عن فلان، وكلهم ثقات فيما يرونه لنا من حكايات ثمان، ففيها العبرة لبني الإنسان لمن يريد تطوير هذا الإنسان!. إنه الميدان!. الحكاية الأولى: أراد أن ينتقل من عمله الحالي إلى مكان آخر، فقيل له أنت من الجامعة (...) ونحن لا نقبل طلابها- طبعاً لا يصرحون بهذا - يتساءل في حكايته أليس هذه الجامعة معترفا بها ويتم معادلة الشهادة من الجهة المختصة؟!. الحكاية الثانية: مقابلات التوظيف في بعض الجهات الحكومية، إذا كان الخريج من الجامعة أو الكلية الفلانية، نعم يتم مقابلته شكلياً ويستبعد ملفه بعد ذلك. يسأل في حكايته فلماذا تتم المقابلات أصلاً؟ الحكاية الثالثة: يُحكى كثيراً أن الإنسان في المؤسسة الإدارية هو رأس مالها، فلماذا يُعطل هذا رأس المال، أو هو يعطّل نفسه!. يسأل في حكايته من المسؤول عن هذا التعطيل؟ الحكاية الرابعة: يقول كثرت الوسطات في العمل المؤسسي، ولا أدري لماذا؟ مع أن المفروض أن تختفي ونحن في القرن 21، يسأل في حكايته لماذا الإصرار على قيمة الوسطات وجعلها قيمة مجتمعية يتوارثها الأجيال؟ الحكاية الخامسة: يقول في البرامج التدريبية لا تسمع إلا طرح المشكلات والتشكي وانتقاد المسؤولين من المشاركين في البرامج التدريبية، وكأن العمل المؤسسي لا نجد فيه سوى المشكلات والسلبيات، يسأل في حكايته أين الإيجابيات؟ ولماذا لا يعلو صوتها وتعزز مكانتها؟. الحكاية السادسة: وصل قبل موعده كما هو مطلوب منه كما هو المعتاد من الجميع، وموعده المحدد الساعة العاشرة والنصف ولم يدخل على المختص إلا الساعة الحادية عشرة والربع، يسأل في حكايته ويقول، كما تريدون أن أحضر في موعدي ولا أتأخر، فعلى الجهة المختصة أن تلتزم بدخولي على المختص في الموعد المحدد لي! الالتزام ينم عن الاهتمام، فلماذا الانتظار؟. كفانا شعارات ووعود!. الحكاية السابعة: جاء موعد تقييم الأداء في نهاية كل عام، فساوى بينه وبين المجد والمبادر والمتفاني في عمله وبين غيره، فقط لأنه لا يريد أن يحرمه من الترقية. يسأل في حكايته مستغرباً ما دامت هذه الثقافة موجودة في أي مؤسسة فلن يتقدم شيء، فلماذا إذاً تقييم الأداء؟ لا بد من إعادة النظر في منظومة تقييم الأداء إذا أردنا التغيير والإنجاز والعطاء؟. الحكاية الثامنة: أما الحكاية الثامنة فهي من قديم الزمان ولكن فيها من المعاني والمشاهد العظام. تقول الحكاية "جاء رجل من أذربيجان فقام بين يدي أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز يشكو عامل بلده فقال: إنه عدا عليَّ فأخذ مني اثني عشر ألف درهم فجعلها في بيت مال المسلمين. فقال: عمر اكتبوا الساعة إلى عاملها حتى يرده إليه". قلّب كلمات هذه الحكاية كما تشاء فما عساك أن تجد فيها!. "ومضة" الحكايات الإدارية كثيرة، وكل له حكاية هو يرويها، وهذه الحكايات لا تروى إلا من أهلها وشاهدها وسمعها أمانة من الثقات!.