15 سبتمبر 2025
تسجيلفي حوار إذاعي انسحب منه الأستاذ (فلان) ولم يجبني على ما سيأتي.. قال: لتأت حماس للانتخابات ونصنع المصالحة على أساسها وليعرف كل طرف حجمه وعمقه في الشعب الفلسطيني..ولكن حماس تخاف الانتخابات وعليها ضغوط خارجية إقليمية وعربية حتى لا تتصالح.فكان جوهر ردي عليه: 1- ولماذا أنت تتجاهل أن ملف المصالحة يشمل ستة ملفات وليس ملف الانتخابات فقط؟ أليس منذ البداية كان الاتفاق على أن ملفات المصالحة رزمة متكاملة؛ ولماذا تنتقون الانتخابات من بينها وتتركون ملفات (إصلاح المنظمة، والمرجعية القيادية، والمصالحة المجتمعية..إلخ؟) وكيف تعطون أنفسكم حق الانتقاء من بين الاتفاقات لتقولوا هذا له علاقة وهذا ليس له علاقة؟2- ومن قال إن المصالحة مرهونة بالانتخابات؟ أليس قد وقع الانقسام الحاصل بعد الانتخابات وبعد فوز حماس بالتشريعي وإلغائكم المرحلة الثانية من انتخابات البلديات وأن منظمتكم -فتح- وسلطتكم لم تقبلا نتائجها عمليا وتفاصيليا؟3- ثم إن الأساس الذي تقوم عليه الانتخابات هو المغالبة والتنافس؛ فهل هذا وفي هذا الوقت هو باب المصالحة الوحيد والمطلوب الأهم لها؛ أم أن المطلوب هو التفاهم والوحدة ونزع الحزازات وتصليح الخطاب الخشبي المتشنج الذي لا يزال البعض يتحدثون به في قضية بين اتجاهين متناقضين متعارضين متنافيين في كل شيء؟4- وهل ظروف الحركتين متساوية أمنا وخوفا ودعاية واتصالا بالجماهير لتكون ضمانات تساوي الفرص الأساسة لكلتيهما؟5- وهل ضمانات نزاهة الانتخابات مؤكدة؟ في ظل تجربة انتخابات فتح الداخلية، وفي ظل الرغبة الجامحة لدى قوى إقليمية ودولية تدعمكم بهدف تسجيل هزيمة انتخابية على حماس تسحب منها انتخابات 2006؟6- ولنا أن نتساءل عما سيكون عليه الحال في اليوم التالي للمصالحة؛ إن كنتم ستسمحون لحماس بالتواجد في الضفة؟ أو ستسمحون لها بالتسلح والانطلاق في غزة؟ أما إن كانت المصالحة ستحسم هذه الأمور لصالح برنامجكم الذي يسقط المقاومة ويجرمها ويتعاون مخابراتيا وأمنيا مع العدو ضدها فلا بارك الله في هكذا مصالحة لا ترتفع بحال الضفة لحال غزة وتسعى لتنزل بحال غزة لحال الضفة! 7- ثم قلت له: وإن شئت المنطق والواقع فإن أي انتخابات -كما رأينا- لن تخرج نتائجها عن أحد أربعة احتمالات؛ وكلها لا جدوى حقيقيا للمصالحة فيها..والاحتمالات الأربعة: * أن تفوز فتح بالتشريعي والرئاسة فتعود بنا إلى ما قبل الانتخابات يوم كانت تحرم المقاومة وتعتبر أي سلاح سوى سلاح السلطة غير شرعي، المتوقع عند ذلك أن تمنع المقاومة وتصادر سلاحها وتجتاح حماس..إلخ (مما لا تبرره انتخابات ولا تسويات ولا مصالحات). * أن تفوز فتح بالرئاسة وحماس بالتشريعي فنكون كعشية انتخابات 2006 وما تبعها من تعديات وما نحن فيه من انقسام.* أو تفوز حماس بالرئاسة وتفوز فتح بالتشريعي فيكون الحال كما كان بين عرفات وتشريعي فتح والذي انتهى بحصاره والانقلاب العباسي الدحلاني عليه. * أو أن تفوز حماس بالتشريعي والرئاسة وهنا يجب أن نتذكر المؤتمر الصحفي الذي عقده محمود عباس في ستراسبوغ -حيث مقر الاتحاد الأوروبي- في شهر 4/2010 وطرح الصحفيون عليه سؤالا: (أنت تدعو حماس للانتخابات الرئاسية والتشريعية فكيف إذا فازت فيهما وأرادت قيادة الشعب الفلسطيني لثورة مسلحة شاملة الضفة وغزة؟) فكان جوابه: لن نسمح لحماس أن تقود الشعب الفلسطيني لثورة مسلحة حتى لو عاد الانقسام.آخر القول: الانتخابات الفلسطينية ليست الطريق الأمثل ولا الأقصر إلى المصالحة ولا هي كل الاتفاقات بينهما، وعلى عباس بدلا من التمترس وراءها أن يذهب فورا لكل الملفات، وأن يتوقف فورا عن اتخاذ القرارات واختطاط السياسات التي تبدد آمال المصالحة. أما الانتخابات فلتأت بعد ذلك لا قبله لتكون متممة للرضا وتضع كلا في موضعه.