13 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); التَّمنُّن هو أن ينسب النجاح والتقدم والصلاح لشخص ما بسبب مساعدته للناجح و قد تكون هذه المساعدة وليدة المصادفة، يعيش البعض في عباءة ( تذكر.. ولاتنس ) ظنا منه أنه ملك الإنسان بل باعه واشتراه وكأننا في زمن الرِّق والعبودية، أول أسباب التَّمنُّن هو النقص فينسب الناقص نجاح الآخر إليه ظناً منه أنه بتلك الأفعال مَلك إنجاز الغير واعتقاداً منه أنه أقنعه بأنه السبب في كل ما وصل إليه ناسياً أو متناسياً أن للكون رباً يحكمه وقدرا يعيشه الواحد منا بحلوه ومره، لاشك أن هناك أسباباً للنجاح وفرصاً علينا اغتنامها ومواقف نأخذ منها العظة والعبرة! ولولا هذه الأمور لما وصل البعض منا إلى درجات التميز وتحقيق النجاح، كم شاباً استثمر عقله ووقته وجهده ليحقق نجاحاً منقطع النظير مثل مؤسس موقع ال Facebook أوغيره من الحالات الكثيرة التي نراها في الشارع العربي ؟! فهذا اقترض ليخوض تجارته والآخر ضحى بجهده وربما حقوق أسرته ليؤمِّن حالاً أفضل لهم بالجد والاجتهاد، السبب الثاني للتّمنُّن هو الفشل فتجد دائماً ما يذكِّر الفاشل صديقه الناجح أنه هو صاحب الفضل عليه ويجب عليه ألاينسى هذا الأمر دائماً وأبداً، فبدلا من إعادة تجربته الفاشلة والتي هي أمر طبيعي علّها تنجح تجده يقطف ثمر وجهد الغير، للأسف ينسى المرء أنه عبدٌ لخالق كريم يسمع ويرى فتجده ينسى بل يطغى دون أن يمتثل لأوامر الله متوهماً أن أسلوبه هو الصواب ولا يدرك أن ذلك استدراج وأن الله يمهل ولا يهمل، يقول -تعالى- (وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) صدق الله العظيم، لاتمن على غيرك بماليس لك حق فيه، فلم تخلقه ولم ترزقه ولم تغنه ولن تغير أمرا في حياته إلا بأمر الله -عز وجل-، للتمنُّن وجه لايعرف معنًى للإنسانية وهو السخرية فتجد الشخص يذكّر الآخر بمساعدته له أمام الملأ ليشفي أمراض قلبه ونفسه، فيشعر أنه حوى الدنيا بأسرها ليجعل أصحابه يشعرونه بنشوة الانتصار حتى وإن اختلفت المقارنات والفوارق، لاشك أن الابتعاد عن تعاليم ديننا ونهج نبينا الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم- يجعلنا نقوم بأعمال لاتخلو من الأخطاء وربما يشوبها الرياء، حتى الصدقات وأعمال الخير إن لم تكن خالصة لله الكريم وبقناعة تامة أنه لاحول لك في هذا المال ولاقوة فهي ليست مقبولة . أخي الكريم أختي الكريمة، لاتمنّ بمساعدتك أو مالك أو طعامك على أحد، فذلك يكون وقعه مؤلماً على نفسه، وتذكّر أن الفضل كله لله ومن الله وأنك سبب من الأسباب التي قدّرها المولى -سبحانه وتعالى- فلا يكن عملك كتلك المرأة التي نقضت ما غزلته بعد قوة وإحكام كما تخبرنا الآية الكريمة (وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا) صدق الله العظيم، كم جميل أن يقرأ كل واحد منا الحديث التالي ويُقرّ بما فيه كي يريح قلبه وعقله يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (يَا غُلَامُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ) لاتمنّ على غيرك وتذكر أن الأرزاق بيد الله يوزعها على عباده كيفما يشاء.