11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يقال في بعض اللهجات الدارجة: "من ليس له تراث فليشتر له تراثا". هذا القول وإن كان يحمل مبالغة كبيرة، الإ أنه يحوي الكثير من المعاني حول أهمية التراث وقيمته في حياة الشعوب. وانطلاقا من هذه الأهمية وتفاعلا معها، فمنذ 20 عاما تقريبا، وقضايا التراث تشغلني بشكل عام، لدرجة أنني جعلتها محورا رئيسا في كتاباتي ومهماتي الصحفية حول العالم. ففي كل دولة أزورها أحرص على الاقتباس من تراثها والنيل من قيمته وأهميته الإنسانية، إما بموضوع صحفي، بعناصره المختلفة، أو تجوال حول تلك "الأوابت" أتامل أمامها قيمة هذه المنجزات التاريخية. وأذكر أنه وقبل إقامتي الحالية في الدوحة، قمت بزيارة للدولة في مهمة صحفية سريعة عام 2000، حرصت وقتها على تتبع حالة التراث القطري، وأجريت عدة استطلاعات صحفية حول العديد من المواقع التراثية، إلى أن اختتمت مهمتي بمقابلة مع خبير التراث السيد محمد جاسم الخليفي، وخرجت بانطباعات إيجابية عن أهمية التراث القطري، وإزداد هذا الانطباع بمرور الوقت مع إضافة العديد من الصروح المتحفية وتزايد وتيرة العمل الأثري، إلى أن توجت كل هذه الجهود بتسجيل موقع الزبارة ضمن قائمة التراث العالمي، وانعقاد لجنته الأممية في الدوحة منتصف العام الفائت، علاوة على التسجيل المرتقب للمجالس والقهوة.كل هذا الحراك الأثري داخل الدولة يعكس مدى الحرص على الاهتمام بالتراث القطري. ولعل الندوة التي اختتمت منذ أسبوعين تقريبا حول "الحماية القانونية للتراث غير المادي" بمشاركات عربية، تعكس مدى الجهود المبذولة تجاه صون التراث بمختلف عناصره.ونحن في هذه الأيام، والدول تحتفل باليوم العالمي للتراث، والذي حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" بيوم 18 أبريل من كل عام، وينتظر أن تحتفل به قطر يوم 10 مايو المقبل، نتمنى أن يصاحب هذا الاحتفال الإعلان عن إنشاء قرية تراثية جديدة، بدلا من تلك التي صارت أطلالا على كورنيش الدوحة، وأصبحت من الماضي، خاصة أن قطر تمتلك من المقومات التراثية ما يجعلها أكثر اعتناء بتراثها، وتترجمه في تشييد قرية تراثية تعكس كل مكونات تراثها المادي وغير المادي.وإذا كانت إقامة مثل هذه القرية بحاجة إلى تكاتف من قبل جهات متعددة، فإن هذه الإرادة ينبغي ترجمتها على الفور، خاصة أن عامل الزمن يسابق الجميع، ولن يكون تأخيره في صالح أحد، لتكون القرية بحق وعاء تراثيا، تتراكم في ردهاته موروثات الأجداد، ليظل أنموذجا حيا يتوارثه الأبناء ويتناقله الأحفاد، يستنشقون عبقه، ويستشرفون منه تحقيق نهضتهم عبر رؤية قطر 2030.