02 أكتوبر 2025
تسجيلسبق أن استخدمت عنوان هذا المقال منذ عدة أشهر عندما لم تغير ثورة 25 يناير شيئاً في حياة الشعب المصري السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي انطلقت هذه الثورة من أجلها وأطاحت بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك وقلت وقتها ".. تيتي.. تيتي.. مثل ما روحتي.. مثل ما جيتي"!! اليوم وبعد مضي حوالي سنتين لم يتغير أي شيء في مصر.. بل أن بعض المصريين يرون أن التغيير ذهب إلى أسوأ من نظام حسني ويتحدثون أن الوضع الاقتصادي ذهب إلى الأسوأ وأن العدالة الاجتماعية إلى الأسوأ، وأن السياسة الخارجية لم تختلف عن سياسة النظام السابق. ويقولون أيضا إن ثورة 25 يناير خطفها الإخوان المسلمون وهذه الجماعة لا تختلف في نظرتها للحياة الاقتصادية والسياسية عن الحزب الوطني الذي كان يحكم مصر. ومن يقول هذا من الشعب المصري فإنه أصاب كبد الحقيقة والصواب لأن ما يحدث في مصر الآن كان يحدث في عهد الحزب الوطني، خاصة في السيطرة على الحكم وتوزيع المناصب السيادية، ففي عهد حسني كان الحزب الوطني يتحكم في مفاصل الدولة كاملة وبدون مشاركة من بقية الأحزاب أو التيارات الشعبية الأخرى، والآن فإن حزب الحرية والعدالة الذي يحكم مصر فإن جماعة الإخوان المسلمين المنتمين إلى هذا الحزب هم من يحكمون ويتحكمون في مفاصل الدولة وبدون مشاركة الأحزاب والتيارات الشعبية الأخرى. أما في الحياة الاقتصادية فيقولون أيضاً إن المواطن المصري لم يشعر بتحسن في حياته فما يزال العوز والحاجة والفقر والبطالة تمس حياة أغلب المصريين بل أن بعض الإخوة المصريين يقولون إن حياتهم في عهد المخلوع كانت أفضل حالاً. ولعل أهم ما قامت ثورة 25 يناير من أجله هو الكرامة والسيادة ورفض التبعية وأن تعود مصر لدورها القيادي والريادي لأمتها العربية وهذه الأهداف لم يتحقق منها شيء حتى الآن، فالعلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية لم تتغير بل أننا نشعر أن تبعية النظام المصري الحاكم الآن أكثر رضوخاً واستسلاماً للإرادة الأمريكية، خاصة عندما نسمع بعض أصوات المسؤولين الأمريكيين وهي تطالب مصر بأن تفعل كذا وألا تفعل كذا ويلقون الأوامر على هذا النظام وهذا النظام يقول لهم .. سمعاً وطاعة.. تماماً كما كان المخلوع حسني والحزب الوطني. أما بخصوص العلاقة بين العدو الصهيوني ونظام مصر الجديد فإن العلاقات بقيت كما حالها تماماً كما كان النظام السابق وخاصة في عدم المساس أو الاقتراب من معاهدة كامب ديفيد المشؤومة.. ولعل الأخطر في هذه العلاقة هو تصدير الغاز المصري لهذا العدو بأسعار زهيدة والأخطر اننا سمعنا أن النظام المصري الآن وأثناء زيارة الرئيس محمد مرسي لروسيا وقع معاهدة لاستيراد الغاز الروسي.. فكيف تمنح العدو الغاز المصري وتستورده من الخارج.. هذا لا يصدق. كل ذلك يؤكد أن ثورة 25 يناير ثورة.. تيتي.. تيتي.. مثل ما رحتي.. مثل ما جيتي!! وثورة .. تيتي.. تيتي.. زي ما رحتي.. زي ما جيتي!!