12 سبتمبر 2025

تسجيل

افرح

21 مارس 2024

ولك أن تفرح! ولماذا لا تفرح؟ نقول لك افرح فأبواب الفرح بين يديك وتستقبلك.. فعطاء الله الكريم لا منتهى ((قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)). واستمد التوفيق منه سبحانه وأنت تأتي على مشاهد الفرح فهو الكريم الموفق لكل خير. افرح «وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقى ربه فرح بصومه». واصنع من هذا الفرح مشاهد الخير لحياتك وما أجملها من مشاهد تُسرك !. افرح وأنت تقرأ كتاب ربك!. افرح وأنت تختم هذا الكتاب الخالد الكريم!. افرح وغيرك محروم من قراءته! افرح وغيرك موغل في التفاهات منشغل عن صحبته وفاته الفرح به ومعه!. وكما يقول أهل الاختصاص «الفرح لذة في القلب بإدراك المحبوب». فأنت مع محبوب وأي محبوب إنه كتاب ربك سبحانه وتعالى!. ولك أن تقرأ هذا المشهد النبوي المحفّز، فكم فيه من المسارعة والأفراح والأشواق!. فعن موسى بن علي، قال: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قال: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ، فقال: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ، أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ، فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ. فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! نُحِبُّ ذَلِكَ! قَالَ: أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ! وَثَلَاثٌ؛ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ! وَأَرْبَعٌ؛ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ! وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الْإِبِلِ». فهذا الكتاب الخالد المبين نزل لهدايتنا وتأهيلنا لحركة الحياة والسير فيها ((أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ )). إنه هداية للناس أجمعين!. افرح وأنت تصلي مع إمام المسجد ولا تنصرف حتى ينصرف!. إنه مشهد من مشاهد استثمار الفرص، فلا تحرم نفسك من هذا الفرح!. «مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ «. فلا تشغلك الدنيا وشهواتها ومجالسها ومنصات التواصل وأصابعك تنقلك من موقع إلى موقع أخر عن هذا الفرح!. افرح وأنتَ تعيش وتصاحب هذه المعاني والتوجيهات النبوية الكريمة، «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه»، «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه»، «من قام ليلة القدر إيماً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه». كل هذه مساحات للفرح وإدراك الفرص المهيئة لك. افرح وأنت تُفطر صائماً « مَنْ فَطَّرَ صَائمًا، كانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أجْر الصَّائمِ شيءٍ». ما أجمل هذا المشهد من الفرح!. إنها مساحات الفرح بين يديك فلا تتركها وعش معها ولا تتوانى عن اغتنامها.. إنه الفرح!. افرح إنه قريب منك وارفع يديك إليه وأقبل عليه سبحانه وتعالى ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ))، وجاء عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال «جِدوا بالدعاء، فإنه من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له». إنه الفرح وأي فرح!. «ومضة» افرح «وستأتي أيام الفرح ولو طالت مواعيد الانتظار»!.