16 سبتمبر 2025

تسجيل

مؤشرات السوق السيبراني العالمي: محاولة للفهم

21 مارس 2024

ثمة زيادة مطردة بحجم سوق الأمن السيبراني الدفاعي عالمياً، حيث تتحدث المعطيات عن أرقام تتجاوز أكثر من 15 مليار دولار، ومن المتوقع أن يستمر النمو المتسارع لهذا السوق في السنوات القادمة، حيث تعمل العديد من الدول والشركات الكبرى على تعزيز قدراتها في مجال الأمن السيبراني الدفاعي للحفاظ على سرية وأمان البيانات والأنظمة الحيوية والأمنية لديها، ومن المتوقع أن تصل هذه القيمة إلى 28.53 مليار دولار بحلول عام 2026، مسجلة معدل نمو سنوي يبلغ 10.51% تقريباً خلال هذه المدة. وبالمجمل، فإن قيمة سوق الأمن السيبراني تتجاوز 200 مليار دولار، حيث سيزيد هذا الرقم بشكل كبير في السنوات القادمة، نظرا لنسبة الزيادة في الهجمات والجرائم السيبرانية وتعقيد الحلول التي تتطلبها حماية الأنظمة والبيانات الحيوية في الشركات والمؤسسات والحكومات. فمع ظهور البيئة السيبرانية بصفتها نظاماً متكاملاً، أصبحت الحاجة إلى نظام أمني قابل للتكيّف، أمرًا ضروريًا. إضافة إلى ذلك، أدت عوامل مثل ظهور الأجهزة المحمولة المتصلة بالشبكات، وانتشار الاتصالات الإلكترونية فائقة السرعات، ونمو وسائل التواصل الاجتماعي، والاعتماد المتزايد على البيانات الضخمة وإنترنت الأشياء، إلى خلق حاجة إلى تحديث نظام الأمن السيبراني الدفاعي مع التهديد السيبراني المتغير. وقامت دول عديدة في أنحاء العالم بزيادة إنفاقها على حلول الأمن السيبراني لحماية الأجهزة والبيانات السرية من الهجمات السيبرانية، ما يدعم نمو السوق. وتتيح التطورات في التقنيات الناشئة - مثل: الذكاء الاصطناعي (AI)، والتعلّم الآلي (ML)، وشبكات الجيل الخامس (5G)، والحوسبة المتطورة، والحوسبة السحابية - للاعبين في السوق تقديم حلول جديدة تعتمد على هذه التقنيات، وجذب الأعمال المحتملة، والعملاء، وتوسيع مصادر إيراداتهم. لقد جعل تزايد الجرائم السيبرانية، مثل التصيّد الاحتيالي وسرقة البيانات، الدول والمؤسسات تلجأ إلى فِرق الأمن السيبراني المؤهلة والمجهزة بأحدث التقنيات، بما في ذلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي الذي يكتشف الأنشطة الضارة ويكافحها بسرعة، ما يعمل على تحصين الشبكات ضد التهديدات. كما أدى الاعتراف بإمكانات الذكاء الاصطناعي إلى دفع 76% من المؤسسات إلى إعطاء الأولوية للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في ميزانيات تكنولوجيا المعلومات الخاصة بها، مدفوعة بالحجم الهائل من البيانات التي تتطلب التحليل لتحديد التهديدات السيبرانية ومكافحتها على نحو فعّال. ومع توقع أن تولد الأجهزة المتصلة كمية مذهلة تبلغ 79 زيتابايت من البيانات بحلول عام 2025، يصبح التحليل اليدوي من طرف البشر غير عملي، ما يجعل الذكاء الاصطناعي أداة لا غنى عنها في مكافحة الجرائم السيبرانية وتعزيز الأمن السيبراني. في الحصيلة، فإن مؤشرات السوق السيبراني العالمي هي مقاييس تستخدم لتقدير حالة صناعة الأمن السيبراني واتجاهاته والتكنولوجيا المتعلقة بالفضاء السيبراني على الصعيدين الإقليمي والعالمي. تشمل هذه المؤشرات عناصر مثل نسبة النمو السنوي للصناعة، وحجم الاستثمارات في التكنولوجيا السيبرانية، والتكنولوجيا الناشئة، والتهديدات السيبرانية، والتأثيرات القانونية والتشريعات. إنّ معرفة حالة مؤشرات السوق السيبراني تُمكِّن الحكومات والمؤسسات والأفراد من فهم تطورات وسيرورة الأمن السيبراني، وبالتالي يمكنها مساعدتهم في اتخاذ القرارات الاستراتيجية لحماية بياناتهم ومصالحهم في عالم يعتمد بشكل كبير على الفضاء السيبراني وتقنياته المبتكرة والمبدعة. كما تعتبر هذه المؤشرات مفتاحًا لتقديم رؤى شاملة حول التهديدات السيبرانية المحتملة والاتجاهات المستقبلية في مجال الأمن السيبراني، وبما يمكن الجهات المعنية الاستجابة بشكل أفضل للتحديات السيبرانية المتزايدة وتطورات التهديدات، والتحضير للتحديات المستقبلية بفعالية أكبر. وبناءً على هذه المعرفة، يمكن وضع استراتيجيات وسياسات تأمينية وتدابير دفاعية للوقاية من هذه التهديدات والحفاظ على الأمن السيبراني للأفراد والمؤسسات والحكومات. تأسيساً على ذلك، يساهم فهم حالة مؤشرات السوق السيبراني في تعزيز الوعي بأهمية الأمن السيبراني وتحليل تحدياته، وبالتالي ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الأنظمة والبيانات والمعلومات في هذا العصر المعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا السيبرانية.