10 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ نعومة أظافرنا.. ومنذ أن التحقنا بالمدرسة الابتدائية القديمة في فريق الغانم القديم. ومع طابور الصباح.. كانت الأناشيد الحماسية تشنف آذاننا بدءاً بأخي جاوز الظالمون المدى، الله أكبر فوق كيد المعتدي، مروراً دع سمائي فسمائي محرقة، ويرتفع صوت أستاذنا رفيق النتشة.. كان المدّ الناصري أبرز سمات تلك المرحلة، بل ان صور عبدالناصر كانت تحتل في بعض المجالس أبرز مكان في المجالس العامرة بأبناء هذا الوطن، في تلك الفترة حضر الى قطر شاعر جزائري اسمه محمد صالح خرفي.. وكنت صغيراً ولكني حضرت مع ابن عمي الأمسية التي اقيمت له.. كانت لنا أيام.. في تلك الأمسية ترنم ذلك الشاعر بقصيدة من قصائده تغنى فيها بحبه لفلسطين. إذاً نحن رضعنا حب فلسطين مع حليب أمهاتنا.. نعم.. كيف لا، وهناك أكثر من تيار تحرك وجداننا ونحن في طور البدء في فك طلاسم الحروف.. بدءاً كما أسلفت بالمدّ الناصر وتأثير الاساتذة من كنان الله.. وأساتذتنا ممن قاسوا ويلات الحرب والقتل والتدمير.. هكذا كانت الاجواء، لاحقاً ونحن نخطو خطواتنا الاولى في الحياة، كان هناك شعراء، راضي صدوق، معروف رفيق وعدد آخر من أبناء فلسطين.. ولكن سيظل الاستاذ أحمد محمد الصديق الصوت الأميز والاكثر حضوراً. ترنم على كل فنن.. حمل حلمه وجرحه في آن واحد. كان صوت الحق وصوت فلسطين والأمة بأسرها من مشرقها إلى مغربها. وضع موهبته تحت أمر القضية. قضية الأمة الاسلامية قبل الأمة العربية وانحاز الى الاطار القصائدي. كيف لا.. وهو من ارتوى العلم والثقافة الاسلامية هنا في وطنه الأم البديل عن الوطن السليب.. هذا الشاعر الصداح.. اتخذ من الشعر وسيلة لايصال رسالته. رسالة آمن بها. ووضع ذاته في خدمة قضية مصيرية. ترنم هنا وهناك وفي كل مجال وعبر كل مناسبة. واصدر تباعاً عدداً لا يستهان به من الدواوين. في كل ديوان يستحضر العقيدة ومعاناة الانسان المسلم، من ابداعاته: هو الله، البردة الجديدة، سراييفو، ملحمة الشيشان، نداء الحق، ملحمة القدس وغيرها من الدواوين والقصائد.. أحمد محمد الصديق.. صوت عروبي، إسلامي يرى ان اسهاماته الأكثر تأثيراً والأقوى بقاء من كل أسلحة العدو الغاشم. [email protected]