13 سبتمبر 2025
تسجيلتنطلق اليوم فعاليات مهرجان الدوحة الثقافي في دورته السادسة، التي نأمل أن تحمل مضامين أفضل وأكثر ايجابية عن الدورات السابقة، بعيداً عن التكرار.وحقيقة الأمر أنه يجب أن ننظر الى هذه المهرجانات الثقافية على أنها تؤسس لبنية تحتية ثقافية، بعيداً عن الفعاليات الوقتية التي تنتهي بانتهاء الحدث نفسه، فالدوحة ستحتفل في عام 2010 بكونها العاصمة الثقافية، واعتقد أن ذلك يفرض علينا الاستعداد لاستقبال الأمر بإيجاد بنية تحتية ثقافية متنوعة، ومثل هذه المهرجانات والأحداث يمكن أن تكون سبيلاً إليها.وأود هنا أن أشير إلى تجربة استضافة دورة الألعاب الآسيوية في ديسمبر الماضي، هذه الدورة التي تحدث العالم أجمع عنها، واعتبرها حدثا لم يمر في تاريخ الدورات الآسيوية منذ انطلاقتها في عام 1951، كيف كان الاستعداد لها؟ وكيف أجريت (البروفات) قبل استضافتها؟ في ديسمبر 2004 تمت استضافة خليجي 17 بمشاركة 8 دول و4 لعبات رياضية، في ديسمبر 2005 تمت استضافة دورة غرب آسيا الثالثة بمشاركة 12 دولة و11 لعبة رياضية، إلى أن جاءت دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة في ديسمبر 2006، أي أن هناك (بروفات) متدرجة قد سبقت هذه الدورة، هذا من ناحية، من ناحية ثانية تركت الدوحة 2006 معالم على ارض قطر، فالدورة انتهت، ولكن ظلت التجهيزات والبنية التحتية الرياضية، التي تعد اليوم الأفضل على مستوى الشرق الأوسط، وتؤهل قطر لاستضافة أي حدث رياضي في أي وقت، دون الانتظار لبناء منشآت أو مرافق رياضية جديدة.هذه التجربة الغنية والثرية هل يستفيد منها الاخوة المسؤولون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث؟ الدوحة العاصمة الثقافية عام 2010 سوف تأتي، وسوف تنتهي، ولكن ماذا يمكن لهذه المناسبة أن تترك من معالم بارزة في قطر؟ نريد أن يكون الاستعداد لاستقبال ذلك الحدث الثقافي المميز بعد أقل من ثلاثة أعوام استقبالاً ليس وقتياً بإقامة فعاليات ثم (كان الله غفوراً رحيماً)، بل نريد أن يتم من الآن العمل على تأسيس بنية ثقافية متنوعة وفق أحدث التصاميم، بحيث تبقى من معالم الدوحة بعد انتهاء الحدث، كما هو الحال مع البنية الرياضية الكبرى، التي تعد ثروة عظيمة، و ستبقى للأجيال القادمة.لذلك أملنا كبير في سعادة الشيخ مشعل بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث، والاخوة العاملين بالمجلس في إحداث نقلة نوعية، سواء في أداء المجلس أو تطوير المهرجان، أو إيجاد بنية ثقافية متنوعة تكون معلماً من معالم بلادنا، وتحتضن الفعاليات المختلفة، وتبقى ثروة للأجيال القادمة والوطن.