19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أحدثت الزيارة التي قام بها وفد قيادي من حركة حماس إلى إيران حالة من الاستياء في معظم الأوساط المحيطة بالحركة. ورغم إعلان الأخيرة في بيانها الرسمي أن الزيارة جاءت "تلبية لدعوة كريمة للذكرى 37 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران"، وأنها جاءت إلى جانب وفد مشكل من تسع فصائل فلسطينية أخرى، إلا أن ذلك لم يشفع للحركة، فتم اتهامها بخيانة دماء الشهداء الذين يسقطون في سوريا، ومصافحة من يشارك في قتل السوريين، ومساندة النظام الذي يقتل ويشرد ويعذب أبناء شعبه. ولعلّ التغريدة التي نشرها الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة القريب من حماس تعبر بشكل واضح عن حجم الاستياء الذي لقيته هذه الزيارة، حيث كتب "خير لأسامة حمدان (مسؤول العلاقات الخارجية في حماس) أن يرحل من الضاحية الجنوبية بدل اضطراره كل حين لمدح إيران".زيارة وفد حماس إلى طهران وإن جاءت تلبية لدعوة الأخيرة، لكنها أتت بعد أيام من انتشار تسجيل صوتي لنائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق يصف فيه إيران بأنها أكثر الدول "دهاءً وباطنية" نافياً أي دعم إيراني لحماس منذ العام 2009، واصفاً مزاعم الإيرانيين بدعم المقاومة بالكذب". أرخى تسريب أبو مرزوق بظلاله الثقيلة على اللقاءات التي عقدها وفد الحركة مع المسؤولين الإيرانيين. فشكل كلام أبو مرزوق بنداً رئيسياً في كل اللقاءات، سواء التي تمت أمام وسائل الإعلام كلقاء رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني وأمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، أو التي تمت بعيداً عن وسائل الإعلام، في المقابل عممت السلطات الإيرانية على وسائل إعلامها بعدم بث أي خبر أو تعليق يتعلق بالتسجيل. الإيرانيون لم يخفوا حال الاستياء والاستغراب من كلام أبو مرزوق، خاصة أن الأخير يتولى ملف العلاقة مع القيادة الإيرانية داخل الحركة. دفاع وفد حماس –الذي غاب عنه أبو مرزوق - نبّه إلى أن من قام بتسريب التسجيل الصوتي -بعد اجتزائه من المكالمة - يهدف لضرب العلاقة بين القيادة الإيرانية وحركة حماس، ويجب تفويت هذه الفرصة وعدم السماح لهذه الحادثة بالتأثير على العلاقة بين الجانبين. التفهّم الذي أبداه المسؤولون الإيرانيون جاء رغم حالة من الاستياء الكبيرة سادت الأوساط الرسمية وفي مؤسسات المجتمع المدني والأوساط الإعلامية، ففي لقاء مفتوح عقده وفد حماس مع جمعيات ومؤسسات حكومية ومدنية داعمة للقضية الفلسطينية أمطر الحضور وفد الحركة بوابل من الأسئلة الحادة كانت أقرب للعتب والاحتجاج.حماس وحسب بيانها الرسمي وصفت الزيارة بالناجحة، واعتبرت أنها ستكون مقدمة لصفحة جديدة من التعاون مع طهران. ترجمة هذا الكلام هي معاودة إيران لدعمها الذي توقف منذ العام 2012، وتحديداً بعد خروج قيادة الحركة من سوريا ورفضها مساندة النظام في مواجهة شعبه، ورغم تحسنه بعد الحرب عام 2014 فإنه لم يعد لمستوياته السابقة.السؤال المطروح هو: طالما أن الظروف التي أدت لقطع العلاقة بين إيران وحماس مازالت على حالها، وربما باتت أكثر تعقيداً وصعوبة، فلماذا يحرص الطرفان على استعادتها اليوم. حماس من جهتها تؤكد في كل مناسبة على أن الأصل بالنسبة لها هو التواصل والعلاقة الإيجابية مع جميع من يناصر ويؤيد القضية الفلسطينية، طالما أن هذه العلاقة تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني ومشروع المقاومة.ولا يمكن رفض أي دعم أو مساندة من أي طرف في ظل تخلي الكثير من الدول العربية عن تقديم الدعم. أما على الضفة الإيرانية، فالحرص على استعادة العلاقة مع حماس (الإخوانية) رغم ثبات الأخيرة على موقفها تجاه سوريا، فيعود لقناعة راسخة توصل إليها الإيرانيون بعد عملية تقييم للحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، تفيد بأن حماس هي الجهة الوحيدة التي قدمت أداء عسكرياً نوعياً في مواجهة العدوان، لم ينحصر بإطلاق الصواريخ بعيدة المدى بل شمل حفر أنفاق ونشر حقول ألغام وتنفيذ عمليات نوعية خلف خطوط العدو نجحت بإرباك الجبهة الإسرائيلية، بخلاف بقية الفصائل الفلسطينية التي اقتصر أداؤها على إطلاق الصواريخ.