29 أكتوبر 2025
تسجيلمشروع " عشرة خراف لكل متزوج قطري " هي فكرة وردت في بالي وأنا أتابع الأرقام المخيفة التي تتحدث عن العنوسة وتفاقم ظاهرة الطلاق داخل المجتمع القطري لأسباب عديدة منها ارتفاع تكاليف الزواج والضائقة المالية التي يمر بها الكثير من الشباب القطري الذي يواجه الكثير من العقبات والتحديات المعاصرة ؛ والتي تتعلق بالجانب المالي في المقام الأول ، وهذا الشيء يتطلب تكاتف الجهود للقضاء على أسعار الزواج المكلفة ، ومن الحلول لتيسير زواج الشباب القطري ومد يد العون لهم في حثهم على الزواج طرح فكرة هذا المشروع الخيري لتسهيل أمور زواجهم ليعيشوا عيشة السعداء ، وهي فكرة قابلة للنقاش على مائدة الجمعيات الخيرية القطرية من باب المسئولية الاجتماعية . مع دعوة رجال الأعمال وأهل الخير في قطر لمساندة هذا المشروع وتمويله في بداية انطلاقته الأولى.منذ فترة وأنا افكر في الكتابة حول هذا المشروع الخيري والإنساني في نفس الوقت ، لكون الجمعيات الخيرية أصبحت تمتلك من الأموال ما يؤهلها للعب هذا الدور الريادي في هذا التوقيت لخدمة الشباب القطري ؛ تخفيفاً عليه من الناحية المادية وتيسيراً لزواج الفتيان والفتيات، من أجل الاستقرار الأمثل للأسرة القطرية التي تواجه الكثير من الصعوبات عند البدء في مشروع الزواج.** الجمعيات الخيرية منظمات تنمويةأعجبني شعار جمعية قطر الخيرية القائل : " نسعى لعالم يملأه الأمل ويخلو من الفقر ويعيش فيه الناس بكرامة " . وانطلاقا من هذا المبدأ والهدف يتطلب من جميع الجمعيات الخيرية في دولة قطر تبني مثل هذا الشعار الهادف إلى بناء استراتيجية بعيدة المدى لكل المجتمعات سواء كان ذلك على الصعيد المحلي أو الخارجي.وتهدف أيضا إلى..إعداد الخطة الاستراتيجية وفق منهجية أخذت في اعتباراتها : التطور التاريخي لعمل الجمعية ، ورسالتها ورؤيتها الجديدة ، والمجالات الاستراتيجية ، والمجال الجغرافي للعمل الخيري ، آخذة في حسبانها نقاط القوة ونقاط الضعف ، إضافة إلى الفرص والتهديدات التي تحيط بالجمعية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية ، كل ذلك بما يتفق مع رؤية قطر 2013 . إن هويتها الجديدة وخطتها الخمسية الاستراتيجية وأهدافها العامة تعبر عن استشراف عملها خلال الفترة القادمة بما يتيح لها الانطلاق بخطوات ثابتة ، واثقة وهادفة إلى الريادة في عملها التنموي والإنساني نحو حياة كريمة للفئات الأكثر احتياجاً وفق ضوابط وأسس وأنظمة متطورة وبكفاءات فاعلة ومن خلال بناء تنظيمي قوي وفق فلسفة إدارية حديثة تتبنى المعايير الدولية في نظم الإدارة ووفق منهجية مؤسسية.** زواج الشباب يحتاج الدعم دائما ما يتمنى الشباب القطري الإقدام على الزواج ولكنه يصطدم بتكاليف الإعداد لهذا الزواج ومبالغه الباهظة التي لا ترحم ، ومن هنا فان دعم الجمعيات الخيرية لهم يحل الجزء الأكبر من المشكلة التي تحتاج الى هذا الدعم كجزء من مسئوليتها الاجتماعية التي تلقى على عاتقها في مجال خدمة المجتمع تسهيلا لأمور الشباب المالية.وقد وفرت الدولة للمتزوج وبالمجان " مساعدة زواج " ، كما تدفع أيضا لكل متزوج قطري " سلفة زواج " وهي تخصم من الراتب الشهري بدون فوائد ، إلا أن ذلك لا يكفي لتغطية مصاريف الاحتفال بالزواج خاصة ما يتعلق بإقامة الولائم وحجز قاعة الزواج للنساء وهي تكلف مبلغاً ضخماً يفوق طاقة المتزوج في هذه الأيام ويجعله يعيش في حالة مع الديون التي لا تنتهي ، فيظل في دوامة قد تطول فترتها من خلال الاقتراض من البنوك في غالب الأحيان.** قاعات الاحتفالات كانت البدايةسبق وان قامت " جمعية قطر الخيرية " بمشروع مشابه لهذه الفكرة يقوم على توفير قاعات الزواج للمتزوجين من الشباب وقد لاقت رواجا كبيرا في تلك الفترة ، ثم قامت الدولة بتطبيق الفكرة على أرض الواقع اليوم ونجحت بشكل لافت للنظر ، لأنها توفر الكثير من المبالغ على المقدمين على الزواج ، وهي خطوة مباركة تسجل لدولتنا الحبيبة في الوقوف مع ابنائها في هذا المشروع الوطني الهادف الذي سعى من خلاله سمو أمير البلاد المفدى – حفظه الله – لأن يكون بأسعار رمزية تؤدي إلى تخفيف أعباء الزواج وتقليلها إلى نسبة لا تكاد تحسب أو تعد عند حجز قاعة الزواج. ** كيفية تفعيل هذا المشروع لابد من اتباع بعض الخطوات المهمة للتعامل مع انجاح هذا المشروع الخيري والوطني في نفس الوقت ، من خلال الالتحاق بقطار الزواج الذي يبحث عنه كل الشباب القطري ، ويسهل مهمتهم في توفير المصروفات الباهظة التي لا حدود لها وتحتاج منا إلى العمل على تخفيف هذه الأعباء المالية . ولعل أولى الخطوات تكمن في دراسة حالة كل متزوج ، وهل يستحق هذه المنحة ؟ وهل دخله الشهري لا يغطي تكاليف زواجه أم لا ؟.كذلك فان المقترح يكمن في تعاون شركة أودام الغذائية "مواشي سابقا " مع " الجمعيات الخيرية " من خلال عقد اتفاقية شراكة بخصوص " العشرة خراف " المقدمة لكل شاب قطري مقدم على الزواج ؛ على أن يكون سعرها مخفضا وليس بسعر السوق المتداول بين الناس ، فمثلا نجد " الخراف السورية " هي الأغلى ثمنا وهي المفضلة عند الكثير من الأسر القطرية سواء في وقت الزواج أو في الولائم العادية طوال العام ، ومن هنا فان تحديد أسعار هذه الخراف ومنحها كهبة للمتزوجين الشباب يجب ان يكون مدروسا لتحقيق هذه الأمنية ، فيستفيد من هذا السعر المخفض الجمعيات من ناحية عملها الخيري ، والمتزوج من ناحية أخرى.ويمكن أن يكون طرح فكرة " مشروع العشرة خراف " في بدايتها للمتزوجين الشباب على شكل " كوبونات " تمنحها الجمعيات الخيرية بتخفيض يبلغ 50 % أو 75 % كمبادرة مجتمعية أولية للمشروع ، ومن ثم ينتهي الى طرحه بشكله المخفض الى نسبة 100 % وهي خطوة متسلسلة وصولا الى أرخص الأسعار ، وهذا سيسهم بكل تأكيد في تخفيض تكاليف إقامة ولائم الزواج للمواطنين القطريين بشكل خاص.** رأي حول القضيةتقول إحدى القطريات الغيورات على بلدها وشبابها:في البداية لابد من وجود قاعات للزفاف في كل منطقة تخدم ما حولها من الراغبين بالزوجات لانه لا توجد حجوزات على القاعات التي جهزت ، ثم لابد من تحديد المهور وتقليل البذخ في حفلات الزواج لأنها تكمن من منظومة المعاصي والاسراف. أما دور الجمعيات الخيرية في مساعدة الشباب بالزواج فيكمن في شكل خاص من يعانون من الديون التي اقترضوها لمساعدة والديهم بسيارة أو علاج وما شابه ذلك . وهذه تأتي من ضمن الاعانة على الحلال وحثهم على عدم النظر للحرام أو الزواج من غير بنات البلد وهو ما يتسبب في ضياع القيم والهوية القطرية (الذكور والاناث معا) !! . فالمجتمع دائما ما ينادي بالزواج من نفس المجتمع وهذه سمة من سمات مجتمعنا العربي الأصيل والمحافظة عليها.** كلمة أخيرة :هذا المشروع الخيري يجب أن تتبناه جمعياتنا الخيرية في قطر من خلال وقفة وتعاون مثمر لتشجيع الزواج مساهمة منها في مكافحة العنوسة كجزء من مسئولياتها في خدمة المجتمع مع توجيه أموالها الى الداخل قبل توجيهها إلى الخارج.