13 سبتمبر 2025

تسجيل

إبداع.. أم ماذا؟ (2)

21 فبراير 2015

هذه القضية لا حل لها، ما دام هناك من يبيع وهناك من يملك المال ويشتري، طرحت على أحدهم ذات يوم سؤالاً محدداً، لماذا تبيع فلذات أكبادك، قال: لأنني لا أستطيع أن أشبع بطونهم الخاوية، قلت ماذا تقصد؟ قال: الجهات الرسمية لا تدفع عشر ما أحصل عليه من فلان، وذكر لي اسم أحدهم، وأنا لا أستطيع أن أقتحم أسوار الجهات الرسمية، والقضية عرض وطلب، أنا أكتب ويحز في نفسي أن أبيع اسمي، ولكن هذه سنة الحياة، وهو يملك المال، ولا يملك الموهبة وكلانا يكمل الآخر، قلت: والاسم. قال ضاحكاً، أي اسم يا صديقي، لقد اختلط الحابل بالنابل، هناك من يشتري المسلسلات الدرامية، وهناك من يستأجر فنانين عرب يقيمون بين ظهرانينا للإبداع في مجال الرسم والنحت، وهناك أسماء متداولة تمارس هذا النشاط مع الأسف، واللوحة تحمل اسم الفنانة فلانة والفنانة فلتانة، هذا لا يعني أن الكل يتساوى، فهناك فنانات من بنات بلدي من تملك الموهبة وتواصل إبداعاتها في العلن، ولقد شاهدت مثلاً في سوق واقف كوكبة من مبدعينا ومبدعاتنا يمارسون العطاء، منهم مثلاً الصديق محمد عتيق والفنانة القديرة هنادي الدرويش، إلى جانب عدد من بنات بلدي، كما لا يمكن أن نخلط بين الأمور، نعم كما يقال "التفاحة المعطوبة قد تنقل العطب إلى بقية الصندوق" ولكن في قطر هناك علامات بارزة في مجال الفن التشكيلي، هناك الفنان القدير يوسف أحمد، علي حسن الجابر، سلمان المالك، حسن الملا من الرعيل الأول، إلى جانب كوكبة من الأجيال المتعاقبة، كما أن إبداعات الفنانة القديرة وفيقة سلطان دليل مؤكد وواقعي على الدور الذي تقوم به في تقديم مبدعات من بنات بلدي، ولا تألو بقية المبدعات القطريات في رسم واقع تمتزج فيه الموهبة بالإبداع الفني، والأسماء أكثر من أن تعد، كما أن المهمة الملقاة على عاتق بعض المبدعات، مهمة ليست باليسيرة، وأذكر في هذا المجال المبدعة الأستاذة هنادي الدرويش التي لا تألو جهدا في خلق وشائج مع كل الأطر، سواء الإطار المحلي أو العربي، ويكفي أن لوحات وفيقة سلطان وهنادي الدرويش وكوكبة من الفنانات تحتل مكانها في العديد من المتاحف المحلية والعربية والعالمية.قديماً قيل: ليست النائحة الثكلى.. كالنائحة المستأجرة.. وقيل: حبل الكذب قصير.. وأقول: حبل التأجير والشراء أوْهى من خيط العنكبوت ورحم الله امرءًا عرف قدر نفسه، وسلامتكم.