19 سبتمبر 2025

تسجيل

أنصت تفلح

21 يناير 2016

قلنا من ذي قبل، وفي الإعادة إفادة بإذن الله، إن اتخاذ القرار الصائب والسليم في أي أمر حياتي، إنما يعتمد بشكل كبير على حسن استماعك للكلام إن كان منطوقاً، وحسن فهمك له إن كان مكتوباً.سنضيف على ما سبق ونقول إن الاستماع ليس بالأمر الكافي، ولكن الإنصات هو المطلوب، وفرق بين أن تستمع أو أن تنصت.. ذلك أن الإنصات لمن يتحدث إليك وعلى وجه أخص حين يكون الحديث ثنائياً، هو خلقٌ أو ذوق رفيع ، بالإضافة إلى أنه وسيلة رائعة ومهمة لصناعة قرار سليم تجاه أمر ما.لماذا نقول هذا؟الإجابة بكل وضوح واختصار، هي أن ضبط النفس مهم للسيطرة على حماستها واندفاعها نحو النقد أو المخالفة، من قبل أن تكتمل عملية الإنصات، كيلا يقع المحظور والمتمثل على شكل رد فعل غير عاقل، أو اتخاذ قرار غير سوي وحاسم.أن تضبط نفسك وأعصابك ولسانك ليس بالأمر السهل الهين، ولكن في الوقت ذاته ليس بالمستحيل.. ولهذا دعني أقدم لك هذه الوصفة السريعة المفيدة، ولك أن تجربها بنفسك.جرب ألا تتكلم من قبل أن تسمع كاملاَ، ودع المتحدث ينهي حديثه بالتمام وبالكمال، واستمع له بإنصات وتركيز وفهم من قبل أن ترد وتناقش، ولا تفكر أثناء الاستماع إليه في رد ما، لأنك تكون مخالفاً حينها لقاعدة الإنصات والفهم.. والأمر بالمثل مع المكتوب من القول.. لا تكتب قبل أن تفهم ما تقرأ، واقرأ مرة واثنتين وألف مرة، وتدبر القول المكتوب وافهم المراد منه من قبل التعجل بالنقد والرد.إن الإنصات والتركيز وفهم الحديث المنطوق منه والمكتوب، من صفات الحكماء. أما التعجل وعدم التركيز والفهم العميق لما يقال أو يُكتب، صفات لا تتناسب مع طالب الحكمة.. ومن أساء الاستماع وفهم الكلام المنطوق أو المكتوب، أساء بالتالي الإجابة واتخاذ القرار.الأمر إليك، فانظر ماذا ترى.