19 سبتمبر 2025
تسجيلبالأمس تحدثنا عن قوة يمتلكها الجميع. منّا من عرف كيف يستثمرها وبالتالي عرف كيف يدير حياته ومنا من بدأ يتعرف عليها وسيبدأ في كيفية استثمارها، وبالتالي إدارة حياته بالصورة التي يتمناها، ومنا من لا يعرف عنها البتة.. وقلنا أن تلك القوة ماثلة في الاختيار، أي اختيار ما تريد دون تردد، من أبسط الأمور الحياتية الى أعقدها.واحدة من العوامل المهمة في عملية استثمار قوة الاختيار عندك، عامل الحماسة، واعني بذلك تلك الروح التي تسري في جسدك ووجدانك من بعد أن اخترت وقررت أمراً وتجهزت لتنفيذه. إن التنفيذ، وحتى تكون النتائج على مستوى المأمول والمرغوب، لابد وأن يسير بوقود الحماسة. إنك بروح الحماسة تستطيع عمل الكثير، بل والإبداع فيما تعمل. الحماسة تعني أنك متلهف للقيام بما قررت وبأسرع وقت ممكن، بل إن التسويف لا وجود له في تلك الأوقات عندك ولا تعرفه. حين تسري روح الحماسة في وجدانك وجسدك، فهذا يعني أن تركيزك قد وصل الى حد يمكن القول بأنه عال ولا يمكن التأثير عليه. إنه تماماً أشبه بحالة معينة على سبيل المثال، حين كان ينصب جل تركيزك واهتمامك على حل مسألة رياضية وأخذت منك الوقت والجهد، بحيث وأنت في غمرة التفكير والانشغال، لم تكن لتشعر بكثير من الأمور تحدث حولك، فتسمع بها بعد ذلك ممن كانوا في محيطك يخبرونك عنها.إذن ولكي تدعم اختيارك لأمر ما واتخاذ القرار لتنفيذه، لابد وأن تكون الحماسة وقود تلك العملية، فإن أي شعور بالتردد أو عدم الإمكانية للشروع في الأمر، يعني التأثير على البدء، وطالما أن البداية على تلك الصورة من التردد والتعثر والتباطؤ، فإن العملية كلها ستكون في وضع حرج من ناحية عدم تحقيق ما تصبو إليه، وربما التعثر في منتصف الطريق أو الفشل في تحقيق الهدف.لا تبعثر الطاقة الكامنة في قوة الاختيار عندك بمشاعر التردد. أنت حين اخترت أمراً واتخذت القرار بشأنه وتنفيذه، فلا تدع أبواب عقلك مفتوحة لمشاعر التردد، بل لتكن مشرعة للحماسة وليست غيرها، فإنما هي الوقود اللازم للبدء والانطلاق والاستمرار حتى النهاية.