26 أكتوبر 2025

تسجيل

تسويق القيم

21 يناير 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قد يعجب القارئ من عنوان زاويتي ( تسويق القيم) فيتساءل فهل للقيم أسواق؟ أو ربما يقول وهل (القيم) منتجات كي يتم التسويق لها؟ ونحن نقول ، تساؤلات كهذه مشروعة، ولكن في عصر يشهد التسويق فيه فنونا من الإعلان والترويج للسلع التجارية ، يصبح الأمر الحتمي هو في أن نعتمد نظاما مغايرا عن "غرس القيم" كي يصبح النظام "تسويق القيم" ، ذلك أن الشاب أو الشابة عندما يقصدان "المول" للتسوق، نجدهما أحيانا يشتريان ما لا ينم عن حاجة، بل ما اشترياه كان مدفوعا بصورة متخيلة تطمح أو يطمح هو إليها، ذلك الذي اشترياه من سلعة تابعة لعلامة تجارية كانت لها قدرة لاستئثار مشاعر الرغبة فيهما بل وعزز تلك الرغبة بشيء من المنطق الذي برر له اقتناءه ، ذلك الذي تعرضا إليه هو جو من التأثير يجب أن يطوع لصالح (القيم ) مثلما هو مطوع للعلامات التجارية ، في مثل قيم المسؤولية وقيم المحبة وقيم التعايش وقيم التراحم وقيم العطاء وغيرها قيم كثيرة لاحصر لها، فنون التسويق تلك لها أسرار ودروب ، إنبرت لعنصر من عناصرها جامعة هارفارد الأمريكية عبر (الدوافع) ، فحصرتها في عشر دوافع وهي ما تجعل الشباب والأطفال وحتى الكبار يشترون ما لا يحتاجون إليه، وأطلق عنصرا آخر منها الاسترالي مارتن لندستروم عبر نتائج مسح ميداني شمل كافة شعوب العالم عندما دعا لتعزيز الحواس الخمس وتفعيلها في التسويق للسلع، كما أشارت إليه علامات تجارية كبرى مثل لوي فيتون وشوبارد حيال تفعيل المشاعر، ويبقى السؤال ، كيف نسوق للقيم عبر هذا كله؟ فنقول، إن العلامات التجارية الرائدة عالميا تتسابق في تسويق سلعها عبر تفعيل حواس شرائحها المستهدفة ، فإذا علمت أن أثر حاسة السمع يصل إلى 41% في تأمين صورة إيجابية للعلامة التجارية في ذهن العملاء، وأن في تفعيل حاسة اللمس ثمة تعزيز للصورة الإيجابية بنسبة 25% ، أما مع حاسة الشم فإن النسبة تصل إلى 45% كما أن حاسة البصر تصل إلى 58% ، أدركت حينها كيف وصلت علامة شركة طيران السنغافورية إلى المرتبة الأولى في تفعيل الحواس حيث حققت 97% بينما حققت أبل 95% ، ونأتي مجددا لنتناول العنوان "تسويق القيم" فهو يشير إلى صناعة من نوع جديد قد بدأت تشهد منحا غير مسبوق ، تجاوز "الغرس" ضمن مسار نحو "التسويق" ، وعليه لربما تسأل الأم وهل يعني ذلك أنني سأتمكن من إقناع ابني بعدم الكذب؟ ويتساءل ناظر المدرسة، وهل سأتمكن عبر هذه الصناعة المستحدثة أن أقلل من نسبة الغياب في الفصل؟ ويتساءل التاجر وهل يمكنني أن أحد مما أفقده يوميا من مواد عبر عمالي، وتتساءل الدولة هل ثمة ما يجعل المواطن والمقيم محترما لنظام المرور لتقل على ضوئه نسبة حوادث الطرق والوفيات؟ لتكون إجابتنا (نعم) بإذن الله، وما عليكم سوى المتابعة فللمقال تتمة في الأسبوع القادم .