11 سبتمبر 2025

تسجيل

شكراً على الحصار

20 ديسمبر 2018

ونحن نعيش أجواء الاحتفال باليوم الوطني لا يسعني إلا أن أشكر دول الحصار على ما قامت به من حصار جائر لدولة قطر براً وبحراً وجواً في شهر رمضان المعظم وأقول لهم إن ما قمتم به من إجراءات غير مسبوق في العلاقات الدولية بين الدول فما بالكم بأن هذه الإجراءات اتخذت حيال دولة شقيقة وجارة وترتبط مع دول الحصار بالدين وصلة الرحم والمصاهرة. أقول لهم ونحن قد تجاوزنا الحصار وتركناه خلفنا شكراً لكم لأنكم جعلتمونا نعتمد على أنفسنا فنأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع. شكراً لكم لأنكم كافأتمونا على مواقفنا التاريخية معكم في أحلك الظروف خاصة في وقفتنا مع الجيش السعودي إبان الغزو العراقي لدولة الكويت الشقيقة التي لم ولن تنسى وقفتنا معها ومساهمتنا الكبيرة في تحرير دولة الكويت عام 1991م ونحن كذلك لن ننسى وقفتها معا حكومة وشعباً في الحصار الجائر على بلادنا. لن ينسى شعب المملكة استبسال جنودنا وتضحياتهم في تحرير مدينة الخفجي السعودية بعد احتلالها من قبل الجيش العراقي 1991م. وكذلك لن ينسى شعب المملكة شهداءنا وتضحيات جنودنا في الحد الجنوبي وثباتهم في الدفاع عن أراضي المملكة لأكثر من عامين ومع ذلك تم استبعادهم وتخوينهم من قبل الإعلام السعودي والإماراتي المدلس وإطلاق الشائعات والأكاذيب عليهم فهل هذه مكافأتهم وتكريمهم. شكراً لكم لأنكم علمتمونا أن التاريخ يعيد نفسه وأن هذه الدول الثلاث كان تاريخها مع قطر قبل وبعد تأسيسها ليس مشرفاً ومليئا بالانتهاكات والغزوات والتجاوزات وآخرها المحاولة الانقلابية في عام 1996م وما كان سيترتب عليها من استباحة للدماء والدمار الذي سيحصل لقطر لو نجحت المحاولة الانقلابية ونترحم على الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني رحمه الله وطيب الله ثراه والذي كان له موقف تاريخي حيال بلده وشعبه والتي حاولت دول الحصار استغلاله ودفعه للموافقة على تنفيذ المحاولة ولكنه قطع عليها الطريق بمقولته الشهيرة (هؤلاء أولادي وهذه بلدي أوقفوا هذه العملية) نسأل الله له المغفرة والرحمة. ولا يسعني إلا أن أشيد بشعب قطر الوفي والمقيمين على أرضه وأقول لهم لقد أثبتم لدول الحصار خاصة ولدول العالم عامة بأنكم شعب راق ومتحضر وجسور وذلك بتكاتفكم مع القيادة الحكيمة رغم قوة الصدمة وفجور الخصومة من الجيران وصمودكم أمام الحصار الجائر، فتحية لتميم المجد وتحية لحكومتنا الرشيدة وتحية للشعب القطري مواطنين ومقيمين. وأخيراً لدى تساؤل: من صبر على من لمدة عشرين عاما؟ والله ولي التوفيق.