16 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر .. احترام التاريخ والتطلع للمستقبل

20 ديسمبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لقد شهدت قطر أمس الأول ذكرى عيدها الوطني وذكرى تأسيس الدولة عام 1878 على يد الشيخ جاسم بن محمد. لطالما كانت بريطانيا جزءًا من هذا التاريخ الغني.منذ خمس وأربعين سنة، في عام 1927 بدأت قطر سعيًا جديدًا. سعيٌ أكسب الشعب القطري ازدهارًا كبيرًا ودولة قطر حضورًا قويًا في المنطقة. كبلاد ذات معرفة كبيرة بقطر، لسنا فقط نحترم التطور الكبير الذي أحرزته قطر في فترة قياسية، إنما أيضًا طموحها الكبير نحو المستقبل. إن قطر هي بلا شك أحد أكثر المجتمعات طموحًا وابتكارًا في هذا المحيط الديناميكي، ومن المبهر أن حداثة دولة قطر لم تكن على حساب عاداتها وتقاليدها. إن احترام التاريخ مع التطلع المستمر نحو المستقبل هو أمر نتشاركه نحن في بريطانيا مع دولة قطر، كما نتشارك أيضًا ما هو أكثر من ذلك.تعود علاقة دولة قطر ببريطانيا إلى القرن التاسع عشر، إلا أن عام 1971 يمثل فصلًا جديدًا في العلاقات بين البلدين، حيث شهدت منذ ذلك الحين تطورًا كبيرًا. فاليوم 20% من الغاز الطبيعي في بريطانيا مستورد من قطر، وكذلك فإن قطر تعمل معنا على تطوير واجهة لندن ويظهر ذلك جليًا في أفق مدينة لندن حيث مبنى الشارد الشهير، وكذلك من خلال التحديث العمراني الواضح في المباني والمنازل ضمن مشروع القرية الأولمبية والمشاريع التجارية الثنائية بين البلدين والتي تتجاوز قيمتها الخمسة مليارات جنيه إسترليني.لكن، بعض الأمور بقيت ثابتة لم تتغير، أبرزها أهمية أمن دولة قطر بالنسبة لبريطانيا، فهذا الأمر مهمٌ اليوم كما كان مهمًا في السابق، وهذه هي الرسالة التي أرادت رئيسة الوزراء البريطانية إيصالها عندما حضرت قمة دول مجلس التعاون الخليجي. لا يمكن فصل الرخاء عن الأمن، حيث إن الرخاء هو ما يولد الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وتلك هي الأسس التي يبنى عليها الأمن والأمان. لذلك، فإنه من مصلحة المملكة المتحدة، اقتصاديًا وسياسيًا أن ترى ازدهارًا في قطاع التجارة والاستثمار. ونحن في بريطانيا لن نقف على الهامش في انتظار أن يتحقق ذلك، إنما سنكون أقوى مناصرين للتجارة العالمية الحرة، وسنسعى بجد لإيجاد فرص لزيادة ازدهارنا المشترك وذلك بدعم أكبر لقطاع التجارة والاستثمار. نأمل أن نرى الاستثمارات القطرية في كل مكان في بريطانيا وليس فقط في لندن، وفي كل القطاعات والمشاريع من البنية التحتية إلى التحديث العمراني. كما نأمل أيضًا أن نرى استثمارات بريطانية في قطر، إضافة إلى استقدام أفضل الابتكارات والخبرات البريطانية.كمنظمين سابقين لأحداث رياضية ضخمة وناجحة، مثل الألعاب الأولمبية في عام 2012، نريد أن نرى المزيد من الشركات البريطانية تستثمر في قطر لدعم بطولة كأس العالم 2022 وكذلك رؤية قطر الوطنية لعام 2030، وتحديدًا خطة الحكومة القطرية لتنويع الاقتصاد ومصادر الدخل. لقد قمنا بتغييرات جذرية في اقتصادنا في السنوات الماضية لجعله متنوعًا، حتى أصبح يتمتع بقطاع خدمات ذات مقاييس عالمية تقوم على أسس التطوير والإبداع. يمكن لبريطانيا أن تقدم الكثير لقطر عن طريق المساهمة بخبرتنا ومشورتنا ودعمنا في مجالات عدة، سواء في أمن المعلومات، أو الصحة والسلامة للأفراد العاملين في مشاريع البنية التحتية، أو الخدمات المالية بما في ذلك التمويل الإسلامي أو تشغيل أنظمة سكك الحديد أو المستشفيات ذات المقاييس العالمية. تمتلك بريطانيا المهارات المعرفية والموارد البشرية اللازمة لذلك ولهذا فإننا نسعى للعمل عن كثب مع دولة قطر لبناء علاقة أكثر إستراتيجية.إن للحكومات دورا أساسيا في تهيئة المناخ المناسب لدعم ازدهار التجارة والاستثمار، ولهذا فإن السماح بتجارة أكثر انفتاحًا بين بريطانيا ودول الخليج سيساهم بشكل كبير في ذلك وهذا هو السبب وراء لقاء رئيسة الوزراء البريطانية مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي. وفي هذا الإطار، سأستمر في العمل عن كثب مع دولة قطر، إضافة إلى شركائنا الآخرين في المنطقة، استعدادًا لمغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي. هناك الكثير مما نستطيع فعله الآن على الصعيد الحكومي لدعم التجارة والاستثمار المتزايدين بين بلدينا، ولهذا كنت حريصًا على زيارة قطر مع نظرائي من الوزراء في الأشهر الأولى من تشكيل الحكومة. نريد تحقيق الترابط والتفاهم اللازمين لتسهيل التعاون التجاري، وكذلك إزالة كل ما يمكن أن يمثل عائقًا في سبيل التجارة والاستثمار.سنستضيف في العام المقبل مؤتمر التجارة والاستثمار القطري - البريطاني. وآمل أن نتمكن في ذلك المؤتمر من أن نقف لحظة تأمل وننظر إلى الوراء لنرى بكل فخر واعتزاز كل ما حققناه حتى الآن، وتحديدًا بعد تولي تريزا ماي منصب رئاسة الوزراء، وأيضًا، أن نتطلع نحو المستقبل ساعين لتحقيق نتائج ملموسة معًا في الأشهر والسنوات القادمة، لتعزيز الازدهار والأمن لكلا بلدينا.