12 سبتمبر 2025
تسجيلقبل ايام اتصل بي قارئ غاضب من عدم تمكنه من الوصول الى مبتغاه في مكاتب أحد خطوط الطيران، بسبب عدم وجود شخص عربي يتحدث معه، لافهامه بالمشكلة التي يبحث عن حل لها، بعد ان قام بالاتصال بالمكتب فوجد ردا بلغة اجنبية، طالبا التحدث مع اي موظف يجيد العربية، فكان الرد انه لا يوجد احد يمكنه القيام بذلك. هذا القارئ يقول ان نفس الاشكالية وقعت له بمطار الدوحة الدولي «صالة المغادرين» عندما لم يجد شخصا يمكنه التفاهم معه كذلك حول وزن زائد يحمله معه. هذه المواقف تقودنا للحديث عن الهوية واللغة، وضرورة الالتفات الى ذلك، خاصة في ظل وجود عناصر اخرى تدفع نحو خلق جيل يجهل لغته العربية، من ذلك وجود الخدم، والتركيبة السكانية، والمحلات التجارية التي تغيّب العنصر العربي، الى غير ذلك من المجمعات والشركات .. التي تفضل العنصر الآسيوي غير العربي، الذي غالبا لا يجيد اللغة العربية، او يجيد مفردات مكسرة منها . هذا الوضع اعتقد ان به خللا ينبغي تصحيحه، وعدم الاستمرار به، والسعي لايجاد حلول مناسبة، لوقفه عن التزايد على اقل تقدير . لابد ان يكون هناك التزام من قبل الشركات او المكاتب او المحلات المختلفة او الواجهات العامة، بل يجب ان يكون من شروط منح الرخص التجارية وجود عمالة تعرف التفاهم مع المجتمع الذي تكون فيه، وليس عبر وسيط ثالث. لا نريد لاطفالنا ان ينشؤوا على لغة " مكسرة " لا هي عربية ولا هي اجنبية، بل هي خليط من هذه وتلك. وللاسف فإن المصطلحات الغريبة، والمفردات المكسرة لم تقتصر على بعض الاماكن العامة، او المحلات التجارية، بل وصلت الى بعض البرامج وبعض المذيعين والمذيعات سواء في الاذاعة ام التليفزيون، والذين يرددون في احيان كثيرة كلمات هي بحاجة الى " ترجمة "، ولا اقصد ترجمة من لغة اجنبية الى اللغة العربية، بل ترجمة لمعناها، فهي لا عربية ولا اجنبية. نريد من الشركات والمؤسسات في القطاعين العام والخاص الحرص على ايجاد عناصر تتحدث اللغة العربية في الاماكن العامة، والواجهات التي هي في احتكاك مباشر ويومي مع الجمهور.