10 سبتمبر 2025
تسجيللقد احتفل العالم قبل أيام قليلة باليوم العالمي للتسامح الذي أقرته الأمم المتحدة سنة 2015، لكي يكون شعاره تعزيز التفاهم المتبادل بين الثقافات والشعوب، وهو الفضيلة التي تيسر قيم السلام، وتنبذ ممارسة العنف والتطرف على الآخرين بكافة أشكاله. لهذا تأتي الأحداث العالمية الكبرى لتكرس هذه القيم الإنسانية السامية، وتذكر بها الشعوب المختلفة، ومنها كأس العالم الذي يعد ملتقى لهذه الشعوب وتواصل لكثير من الثقافات، فهو حدث ينتظره العالم ليجدد عهده بهذه القيم، ويتعاون أكثر إحلال مثل هذه الفضائل في ظل هذا العالم المتعولم، وبحصول دولة قطر شرف استضافة كأس العالم فيفا 2022 كانت جاهزة بقيمها الأصلية ورؤيته المنفتحة على الآخر، لتعلي من روح التسامح وتخلف فضاءات من التنوع الثقافي منطلقة من مبدأ احترام الإنسان واستدامة سلوكه المتسامح والمتصالح في تعامله مع الآخر على اختلاف ثقافته ومعتقده وهويته، مستمدة كل ذلك من تعاليم الدين الإسلامي الداعي للتسامح والسلام. إلا أن هذا الآخر بالمفرد وليس بالجمع، تحركت فيه رؤيته الاستشراقية الجديدة التي لا يرى فيها للشرقي مكانا ولا للعربي إنجازا، ويريد أن ينسيه ماضيه ويصنع له حاضره، ويسطر له مستقبله من خلال مركزيته المهيمنة على الشعوب محاولا من خلال إعلامه الجديد أن يفكك هويته ويشوه مبادئه، ويقلل من إنجازاته المحلية والعالمية التي في استضافته مثل هذا الحدث الذي يعد مفخرة للشرق وللعرب وللمسلمين. لأن قطر استثمرت في الإنسان قبل العمران، ليحافظ هذا الإنسان الواعي مواطنا أو مقيما في مثل هذه الظروف على هذه القيم المتسامحة مع الآخر والمتصالحة مع الذات، وأن مستقبل الإنسانية من مستقبل الإنسان القطري الذي يصنعه بالحفاظ على مكتسبات الماضي واستدامته للأجيال القادمة برؤية متطورة، وهذا ما هو ظاهر في العمران الذي يتحدث عنه كل إنسان جاء من أقاصي العالم معتبرا منبهرا، والإنسان في دولة قطر في هذه الأيام يرحب بكل مشارك في كأس العالم لا يسمع منه إلا (مرحبا بكم في أرض التسامح). وبهذا كانت دولة قطر باستضافتها للمونديال على الوعد بقيمها المتسامحة، وبرؤيتها المستدامة التي تنظر للآن وغدا بأصالة تراثية تستقبل بها العالم تسامحا مع الآخر، تعايشا مع كل من ستستضيفهم في هذا المونديال العالمي. عضو الملتقى القطري للمؤلفين