19 سبتمبر 2025

تسجيل

الأخطاء إن وقعت منك..

20 أكتوبر 2016

في الحديث القدسي إشارة لطيفة باعثة على عدم اليأس، والعمل على تصحيح الأخطاء أولًا بأول، سواء كانت مع النفس أم مع الآخرين، أو قبل ذلك وبعده مع الخالق تبارك وتعالى، الذي يقول: "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم جئتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة". لأننا بشر تتحكم بنا المشاعر والأحاسيس، وتتقلب أو تتبدل الأهواء والأمزجة ما بين ليلة وضحاها، أو ظرف ما وأخته، ولأننا نعيش في مجتمع بشري يعمل فيه الناس، وكل فرد يؤدي عمله بصورة وأخرى، يؤثر في الناس ويتأثر بهم كذلك، فلنتوقع إذن بسبب هذا كله، الوقوع في الأخطاء أثناء أداء الأعمال والمهمات، وليس في هذا ما يعيب، وليس عليك كثير عتب أو لوم، لأن الخطأ ربما وقع من بعد أن اتخذت الأسباب وبذلت الجهد المطلوب، ولكن في النهاية وقعت بالخطأ، وهذا الخطأ لن يؤدي إلى نهاية العالم. إن العيب في مسألة الوقوع بالأخطاء، ألا تعمل من فورك على تصحيحها وفق رؤية واضحة وخطة محكمة، والعيب أيضًا أن تقع في الخطأ نفسه مرة أخرى وثالثة وألف. العيب ألا تستفيد من أخطاء الماضي، والعيب ألا تستخير أو تستشير أهل الخبرة والاختصاص.. هذا هو العيب في أداء الأعمال وتنفيذ المهمات.المخطئ يكفيه شرف المحاولة وشرف العمل بكل تأكيد، وهو ها هنا أفضل من الذي لم يحاول ولم يعمل. وحول هذا المفهوم لابد لأي مسؤول أو مدير من أن يتوقع الأخطاء وأنها واردة من موظفيه، مثلما هو وارد منه شخصيًا أيضًا، طالما أن الجميع بشر وليسوا آلات ميكانيكية أو كهربائية مبرمجة، والعبرة هنا ليست في منع وقوع الخطأ؛ لأن هذا أمر غير منطقي ولا يطلبه منك أحد، لكن العبرة في كيفية الاستفادة من الخطأ ودراسته إن وقع، بحيث يتم تفادي الوقوع فيه مرة أخرى، وفي الحديث الشريف "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" أو كما قال صلى الله عليه وسلم.