14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); انتشر في السنوات الأخيرة وكلاء لجامعات أجنبية وعربية الى جانب مراكز ومعاهد تعليمية باختصاصات متعددة، لاكمال المسار التعليمي للموظفين وغيرهم، أو من يريدون زيادة معارفهم العلمية ومهارات التقنية المستجدة باستمرار، أو بهدف رفع ثقافة المتدرب وتطوير معلوماته، وخلق وعي كبير لديه بالمستجدات في مجال اختصاصه العلمي، وللاستفادة من كل جديد في عالم المعرفة، ولكن بعض المراكز والمكاتب الممثلة للجامعات تبالغ في طريقة منح الألقاب للمتدربين بهدف الدعاية والترويج الاعلامي.فهل هذه المراكز التعليمية وهؤلاء الوكلاء يبيعون الأوهام.. وهل غايتها هي المردود المالي على حساب التحصيل العلمي الصحيح؟.. فبعضها يتقاضى مبالغ فلكية تصل الى 20 ألف ريال للفصل الدراسي الواحد (مدة الدراسة 3 سنوات)، يمنح بعدها الدارس درجة الماجستير او البكالوريوس أو الدكتوراه، وهي أسئلة باعتقادي تحتاج الى وقفة محاسبة ومراجعة كي لا يكون الناس ضحية عمليات احتيال وخداع.بداية لا بد من القول ان المراكز والمعاهد لا يمكن أن تقوم مقام الدراسة الجامعية، إنما دورهـا مساند للتعليم الجامعي، وســد الضعف في بعض جوانب القصور التي يحتاج الــدارس إلى تقوية قدراته فيها، كما أنها من الممكن أن تساعد الموظفين الذيــن يرغـبون في تعزيز مهاراتهم فــي العمل، ويحققون الرضا الوظيفي الذي يطمحون له.لكن بعض هذه المراكز التي تعلن عن انطلاق دورات تعليمية عبر وسائل الاعلام والهواتف المحمولة والمندوبين،تثير الريبة لجهة المدة الدراسية، فالشهادة التي قد يحتاج أحدهم الى سنوات ليحصل عليها مــن جامعات معترف بها، يحصل عليها آخر في مثل هذه المراكز في وقت بسيط جدا ودون عناء أو جهد كبيرين، مع شهادة معتمدة يقال انها دولية، وهو ما يحتاج الى أشهر معدودة.كما أن كثيرا من مراكز الـتدريب هذه تتغطى بادعاء أن شهاداتها معتمدة من جامعات مشهورة في أوروبا وأمريكا، وتعتمد المعايير العالمـية فــي التقييم فــي نهاية كل دورة تعقد، لكنها تمنح شهادات لكل الحضور.أساليب الاصطياد عديدة وكثيرة، فالبعض من هذه المراكز ما أن تقوم بالاتصال به مستفسرا حتى تتلقى بعد ذلك المزيد من الاتصالات على هاتفك المحمول، تدعوك بلطف شديد الى اغتنام فرص العروض والتنزيلات حسب ادعائهم، بشرط التسجيل فورا في هذه المراكز، وبعد أسابيع وربما أشهر معدودة تحصل على شهادة!.التساؤل الآن: كيف تحصل هذه المراكز على التراخيص اللازمة للمزاولة؟.. لا أعتقد أن المجلس الأعلى للتعليم غافل عن هذه المراكز وممارساتها الخادعة والمضللة، وعندما تسأل عن الاعتماد الاكاديمي يأتيك الجواب بأن هذه الجامعات تعمل بنظام التعليم المفتوح!لا شك أن هناك مراكـز تعليمية متخصصة تلتزم بالمعايير الدولية في التدريب وتنظيم دورات جيدة ســواء على مستوى موظفي الوزارات والمؤسسات الحكومية، أو على مستوى شركات القطاع الخاص، أو الأفـراد، وكذلك تخضع للمعايير الــتــي تفرضها وزارة التعليم العالي، كما أن المدربين أصحاب خبرة وأصحاب شهادات علمية معترف بها ويخضعون لدورات مستمرة لتعريفهم على طبيعة كل بلد، وبالتالي فهي تغطي حاجة المجتمع، بهدف نــشــر الوعي والمعـرفــة بعيداً عن الاستغلال المادي.يجب على الراغبين بالالتحاق بالمراكز والمعاهد التعليمية،البحث والتقصي والاختيار قبل التسجيل والالتحاق، حــتــى لا يتم استغلالهم مادياً على حساب الحصيلة المعرفية الــتــي يسعى لها كــل فرد، كما أنــه يجب على المتدربين اختيار الــدورات التي يحتاجون إليها وعـــدم حــضــور أي دورة لا تمت إلــى تخصصهم بصلة حتى لا تضيع أوقاتهم وأموالهم هدراً.. والى الثلاثاء المقبل.