16 سبتمبر 2025
تسجيلبالأمس لمن فاته الجزء الأول من هذا الموضوع ، فقد تطرقنا بشكل موجز عن أمر يقع فيه أي إنسان ، وقد يدركه ويهتم به أو يتجاهله ، أو أنه قد لا يدركه مطلقاً .. وهو ما تعارف الناس على تسميته بتوارد الخواطر ، أو التخاطر عن بعد ، وهو الأمر الذي ما زال محيراً للكثيرين . التخاطر عن بعد ، بدأ العلماء في دراسته كحقيقة علمية موجودة وواقعة وإن لم يقدر العلم الحديث على اثبات ذلك بأدلة واضحة واقعية ومتكررة . وهذا الأمر له علاقة كما يقول العلماء بعالم الروح الشفاف ، الذي يختلف عن العالم المادي المحسوس والظاهر، إذ أن الإنسان يعيش بين عالمين ، مادي محسوس وظاهري، وآخر روحي غير ظاهر ، لكنه موجود، ولا يمكن لأحد أن ينكر وجوده حتى وإن لم يستطع تصديقه وقبوله في الوقت ذاته.. كنوع من تبسيط وتوضيح الامر ، يقول المشتغلون به من علماء النفس بأن التخاطر عن بعد أو " تيلي باثي Telepathy " ، له علاقة وثيقة بالمخ وقدراته الهائلة ، وأن العملية هي أشبه بعمليات ارسال واستقبال الذبذبات الالكترونية كما في عالم الاتصال أو عالم الهواتف على سبيل المثال ، حيث هناك محطة تُرسل ذبذبات ، وبالمقابل توجد أخرى تستقبل تلك الذبذبات وبالتالي يحدث التواصل. بالمثل نجده واضحاً في موضوعنا . المحطة هنا هي المخ .. محطات الإرسال والاستقبال ها هنا هي المخ البشري.. مخٌ يرسل ذبذبات الكترونية وآخر يستقبلها .. ويقال بأنه لإتمام عملية التواصل بالشكل المأمول ، أو الإرسال والاستقبال ، فلا بد من شروط ، أهمها أن تكون النفسُ صافية طيبة شفافة ، فكلما قويت تلك العوامل بالنفس ، سهلت عملية التخاطر مع نفس أخرى شبيهة . إذ لا يمكن أن يحدث التخاطر في بيئة ضوضاء أو نفس بشرية عصبية حاقدة حاسدة مليئة بالكراهية ، فكلها تعمل عمل الموانع والحواجز. الموضوع ممتع وسهل الاستيعاب، ولمن أحب الاستزادة سيجد الكثيرين قد أبحروا في هذا المجال وكتبوا بالتفصيل عنه . إن توارد الخواطر، قوة نجهلها لكن يمكن فهمها والتعمق فيها وبالتالي استخدامها . الأمر يعتمد على قناعاتك بقدراتك التي وهبها لك الخالق سبحانه.. فانظر ماذا ترى .