29 أكتوبر 2025
تسجيلباسم الحرب على الإرهاب وإيجاد مبررات مختلفة كل مرة بالنسبة للاستعمار الحديث والمعاصر اليوم حيث يجري اعتبار هذا الإرهاب بذريعة الحرب على داعش مبرراً سخيفاً للتحالف الذي تقوده أمريكا لضرب وإبادة الوجود العربي والإسلامي وإعاقته إن بقي ضعيفاً عن أي حراك ونهضة لتقوية نفسه بحيث يتحقق الأمن لإسرائيل وينشغل وحوش الغابة بالصراعات بينهم. وحيث يجد عبدها الأسد في سورية متنفسا له كي يأخذ مزيدا من الوقت لإبادة الشعب بإرهاب شنيع يعتبر أي إرهاب غيره حملا وديعا مهما ضخمه صناع الإرهاب العالميون والمحليون.. لنرى أن إرهاب المستعمر والمستبد سواء بل تفوق وتيرته لدى الثاني ضد شعبه ووطنه! لكننا لو عدنا إلى شريط التاريخ فإنه سوف يسعفنا ويقول لنا: إن ما اقترفه المستعمرون الصليبيون من جرائم فظيعة وحشية تفوق جزما ما سلط عليه الضخ الإعلامي تجاه داعش وحرب كوباني بكثير فيجب ألا ننسى هذا أبداً كما لا ننسى أبداً أنه مهما بلغ تطرف داعش في اجتهادها الخاطئ فإنه لا يوازي إرهاب وتطرف الأسد السفاح بحال من الأحوال ومع ذلك فلا أحد من التحالف يردعه! والذي يعرف ما يفعله هذا الوحش الفاشي السادي قتلا وتعذيبا وتدميرا وتشريدا لا يستغرب ما نقول. والذي يقرأ التاريخ ويتأمل كيف أن الباطنيين أجداد العائلة الأسدية والشيعة الغلاة والمجوسية الصفوية كانوا دوما مع الصليبيين ضد المسلمين وآزروهم وابتهجوا بقتل المسلمين. وعلى سبيل المثال أولئك الذين لا يعتبرون سفك دم العرب والمسلمين إرهابا بل تأدية لوظيفتهم التي يمليها عليهم دينهم ومذهبهم وكذلك طمعهم اللامتناهي لنهب اقتصادنا وثرواتنا وتسخيرها لهم. يقول الأستاذ عزيز سوريال في كتابه الحروب الصليبية ص 49: إنه عند الاستيلاء على المدينة المقدسة "أنطاكية" في 10/7/1099 كان التخريب المنظم والمذابح الوحشية في منتهاها وينقل عن شاهد عيان لتلك الفظائع هو "جستافرانكورم: لقد سار رجالنا يذبحون إلى أن أغرقت الدماء أقدامهم. ويسمي رئيس الأساقفة "وليم الصوري" الاستيلاء على المدينة نهاية الحج ويقول: لم يكن مشهد الجثث بلا رؤوس والأطراف المتناثرة كافيا بل كان المنظر المريع رؤية الطغاة وهم غارقون في الدماء من قمة الرأس إلى أخمص القدم! ناهيك عن النهب الممنهج لبيوت وأملاك الناس. ونحن في هذا الموقف إذا قارنا ما فعله هؤلاء بما فعله صلاح الدين الأيوبي رحمه الله حين فتح بيت المقدس في 2/10/1187م علمنا أن الإسلام هو دين الرحمة والتسامح فقد منع غضب رجاله وثورتهم وجعلهم يتوقفون عن أي انتقام وأعطى مهلة الخروج لأعدائه ومنح حق عدم دفع الجزية للفقراء وأطلق سراح عدويه البارزين البطريرك اللاتيني وباليانا اللذين كانا يدافعان عن المدينة وأرسل الأطباء لمداواة ريتشارد قلب الأسد.. وهكذا كان كما قال المفكر محمد الغزالي رحمه الله في كتابه الإسلام والاستبداد السياسي ص98: إن المسيحية قالت: "من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر" ولكنها عند التطبيق كان أصحابها يبادرون إلى لطم بل قتل من يلقونه ووجدنا المسلمين يقابلون السيئة بالحسنة كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في فتح مكة مع قريش وصلاح الدين مع أهل الصليب!. وهل ننسى أنه عندما سيطر التوحش والإرهاب الحقيقي على الأوروبيين كان عدد القتلى في الحرب العالمية الثانية 1939م أكثر من خمسين مليونا من البشر عدا الجرحى والمعوقين. وهل ننسى في العدوان الثلاثي على مصر 1956 ما قاله رئيس روسيا (بولجانين) لرئيس وزراء بريطانيا (انتوني ايدن): إن العالم إذا كان غابة فليس الأسد البريطاني وحيدا فيها. وقالوا يومها: تحرك الدب الروسي والتنين الصيني والحمار الأمريكي. إنها غابة حقا فكيف إذا رأوا اليوم هذه الغابة العالمية التي تشن هجمات وحوشها على بلادنا بشكل أو بآخر؟ وتذكروا وحشيتهم في حرب العراق وأفغانستان والبوسنة في القرن الماضي. أليس هذا دافعا لنا نحن العرب والمسلمين أن نعمل على تقوية ذواتنا ونعد أكمل العدة لمواجهتهم وتفويت خدائعهم كي لا يوقعوننا في كمائنهم دوما وأن نتعلم الدرس. متى تجمع العقل الذكي وصارما وأنفا حميّا تجتنبك المظالم فلابد من أسلوب الإدارة السياسي لقتل الإرهاب السياسي وأسلوب الإدارة العسكري لقتل الإرهاب العسكري دوما سيان في هذا ضد المستعمر والمستبد نقول هذا حتى لا يبقى العرب والمسلمون خصوصا أهل السنة نهبا للإرهاب العالمي. على أن لا ننسى أبداً - كما أشرنا في البداية – شرور الباطنية الذين تقودهم إيران الملالي وولاية الفقيه فهي حزام الأمن الحقيقي لإسرائيل واللانظام السوري وأذيالهما من المليشيات في العراق ولبنان وأن تاريخ الباطنية قديما وحديثا يثبت تورطهم مع الصليبيين واليهود والأعداء جميعا ضد العرب والمسلمين. أليس هذا هو واقعنا اليوم المتمثل في حشد الشر والحقد الباطني وهو أشبه بالسرطان الذي يتمدد في أحشاء بلادنا خصوصا العراق وسورية ولبنان واليمن. وإن هذا الموقف الفتنوي إنما يجري بالاتفاق الحقيقي مع إسرائيل وأمريكا ومن هنا يجب أن نفهم أن التحالف العالمي ضد داعش التي هي واجهة وشماعة إنما يراد منه تقسيم المقسم أصلا في وطننا بأسلوب استعماري جديد فالوعي الوعي والبدار البدار لقبول التحدي بالإعداد المدروس والنظر إلى مقاصد العقل والشرع الهادية أيها العرب والمسلمون.