17 سبتمبر 2025
تسجيليبدو أننا بحاجة إلى تغيير جلدنا والخروج من أنفسنا لنرى العالم ، كيف يسير وإلى الحياة كيف تمضي وإلى المعاملات كيف تكون، قارنت أحداثاً وقعت لي في حياتي بأحداث تقع في السياسة بين السياسيين وفي الحياة بصفة عامة فوجدت أوجه شبه كبيرة، فمثلا وصلني بلاغ من المحكمة بأن أقوم بسداد مبلغ 22 ألف جنيه لأحد الأشخاص، أصابتني الدهشة والذهول ليس من الرقم المطلوب دفعه ، ولكن كيف تحول مبلغ ثلاثة آلاف جنيه مطلوبة من جهة اعتبارية معلومة إلى 22 ألفا وكيف تحولت المطالبة من الجهة الاعتبارية إلى شخصي الضعيف .. وقبل أن أتدبر في هذا الكون وسلوك البشر على سطحه جاءني من يحمل أمر القبض على بسبب هذا الادعاء الذي أحلف بأغلظ الإيمان بأنه غير صحيح وفي غير مكانه وأنني تعاملت مع المطالبة تلك بعفوية أهل السودان ، وأثناء ذلك كنت أعد لزواج اثنين من أبنائي ونعلم جميعاً كم يكلف الزواج الآن في ظل كل المتغيرات.. المهم تمكنت بفضل الله وبمعاونة بعض الإخوة من توفير المبلغ وتفضل الشاكي أو المدعي بإمهالي حتى أتمكن من توفير المبلغ كله هذا جانب ولكن الجانب الأكثر إيلاما وشعوراً بالغبن والغفلة والمسكنة والعفوية السودانية هو ذلك المحامي الذي ائتمنته على قضيتي قبل أن يصدر القاضي حكمة الظالم على رغم توفر الحيثيات الكاملة التي كانت تبرئ ساحتي من هذا الادعاء الظالم وحكم القوي على الضعيف المحامي المشار إليه خانني وتحصل على مبلغ سبعة آلاف جنيه ويزيد في شكل رسوم استئناف وادعاء القيام بتسوية الأمر واختفى عن المسرح فشكوت إلى لجنة شكاوى المحامين فوجدت أنه محامي شنطة أولاً، وغير مجدد لرخصته ومزور لمكان عمله وعنوان مكتبه .. وقد اختفى عن الأنظار منذ ذلك التاريخ بعد أن كان يكتب مقالات في إحدى الصحف اليومية ، أما القاضي الذي حكم علي ظلماً فقد تركت أمره لله بعد ان فقدت فرصة استئناف الحكم الظالم بسبب المحامي الخائن وعليهما مقابلة ربنا بما لحق إلى يوم الفصل العظيم . اما الحالة الثانية فتتمثل في الآتي: جاءني رجل بهيبة ضابط استخبارات .. عرفني باسمة الأول وبطاقته الشخصية ( من بعيد) ورتبته المزدرة استقبلته كما ينبغي استقبال أمثاله وأكرمت وفادته كان يحمل أوراقاً كثيرة وتقارير طبية، حكى لي قصة طفل حديث الولادة ومصاب بثقب في قلبه وهو في العناية المكثفة بمستشفى أحمد قاسم، ووالده عامل بسيط ولا يملك حق سفره للأردن وطلب مني مساعدته في الاتصال ببعض الخيرين لكي يمدوا يد المساعدة لهذا الطفل (عبد الباقي) الذي يحمل اسم جدي عبد الباقي عليه الرحمة وتحركت معه بكل وجداني وعواطفي حتى جمعت معه المبلغ ولحظات السفر للأردن وبعد ان أوهمني بأنهم سافروا وادخل عبد الباقي في العناية المركزة وان تقرير الأطباء يقول إن وزنه خفيف جداً ولابد من تغذيته لفترة حتى يتحمل جسده العملية وأثناء ذلك قام بخدعتي بأرض سكنية يسمى ( المخطط المحوري) جنوب الخرطوم ولهف مني نحو ثمانية ملايين جنيه، ثم اختفى كلياً من مسرح الحياة وعندما اكتشفت انه أغلق هاتفة سعيت لمعرفة هذا المحتال الذي استخدم كانة أسلحة الاحتيال لاستدراجي ونهبي واستكرادي وانتحال الشخصية وبالرغم من وجود ملفه لدى سلطات سجن كوبر والشرطة ورغم بلاغي المدون ضده في قسم الخرطوم الشرقي إلا أنني وحتى كتابة هذه السطور لم أسمع عنه شيئاً. وأنا منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم في حالة عتاب شديد لنفسي كيف أقع هكذا بسهولة نهباً لأمثال هؤلاء وأسأل نفسي هل أغير توبي !؟هل ألغي حكاية الثقة هل أشك في كل شيء وكل إنسان وكل حديث !؟ هل المؤتمر الوطني تعامل مع الحركة الشعبية بذات المفاهيم والثقة السودانية .. سأتحدث حول هذا الأمر لاحقاً .