20 سبتمبر 2025

تسجيل

هل كسبنا شاليط؟

20 أكتوبر 2011

لا شك أن اسم جلعاط شاليط أصبح معروفاً في كل الأوساط العربية والعالمية منذ أن بدأ يتردد في وسائل الإعلام الصهيونية والعربية والعالمية عندما تم اعتقاله وأسره بعملية فدائية بطولية قامت بها المقاومة الفلسطينية منذ خمس سنوات، فلا يمر يوم إلا وتذكر الأخبار هذا الاسم لأن العدو الصهيوني يفرضه على الأخبار دائماً لأن هذا العدو وكما قال رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو بالأمس وأثناء استقباله لشاليط أنه لا يترك جنوده أو ضباطه الأسرى وحيدين في الأسر وإنما يدافع عنهم بكل ما يستطيع حتى لو تطلب الأمر ذلك حرباً دامية أو تنازلات مؤلمة ليس حباً بهؤلاء الجنود أو الضباط الصهاينة فهو يلقي بهم دائماً في أتون الحروب التي يشنها ضد العرب وإنما لأن هذا العدو يدرك جيداً أنه لولا هؤلاء العصابات العسكرية الصهيونية لما استمر في عدوانه وإرهابه واحتلاله. ومن أجل أن يحافظ هذا العدو على بقائه ووجوده على الأرض الفلسطينية المحتلة لابد أن يدافع عن هذه العصابات المسلحة ويحميها من أجل أن تحميه وتدافع عن مستقبله وحياته ووجوده لهذا وجدناه المدافع المستميت عن الجندي جلعاط شاليط ليس حباً بشاليط وإنما خوفا ممن هم على شاكلة شاليط من الجنود والضباط الصهاينة فهو يريد بهذا الدفاع إقناع عصابته المسلحة بأنهم لن يكونوا في خطر في حال أسرهم وسوف يتم تحريرهم مهما بلغ الثمن لكي يحافظ هذا العدو على تماسك مؤسسته العسكرية وعدم تهربها وتخلفها عن أوامره الإرهابية ضد العرب والفلسطينيين بالذات ويحاول تربية هذه المؤسسة العسكرية الصهيونية على معاداة الشعب الفلسطيني وكل الشعب العربي باتهامهم بالإرهاب والقتل وتصوير الفلسطينيين والعرب على أنهم وحوش إرهابية تريد قتل اليهود والقضاء عليهم وجلعاط شاليط من أفراد هذه المؤسسة التي تربت على هذا الاعتقاد الآن وبعد خمس سنوات من الأسر وقضاء هذه المدة بين أبناء الشعب الفلسطيني نطرح سؤالاً مهماً: هل تمكنت القوى الفلسطينية، خاصة فصائل المقاومة الفلسطينية وبالذات حركة المقاومة الإسلامية حماس من تغيير صورة الفلسطينيين والعرب في عقل وتفكير شاليط ومسح الفكرة الصهيونية من ذهنه بوصف الشعب الفلسطيني بالإرهاب وأنه شعب مسالم يطالب بحقه المشروع وأن الإرهابي الحقيقي هو العدو الصهيوني وعصابته العسكرية التي قتلت وشردت الآلاف من أبناء هذا الشعب. لقد كان أمام فصائل المقاومة متسع من الوقت لعرض الحقائق على شاليط وتوضيح الحقيقة أمامه لاسيما أنه كان في مقتبل العمر عندما تم أسره وأنه جندي مدفوع للحرب فمن السهل جداً أن يتقبل الحقائق ويرفض تلك المزاعم الصهيونية والادعاءات الكاذبة بحق الشعب الفلسطيني وان هذا الشعب حاله حال شعوب العالم يطالب بحريته واستقلاله وحقه المشروع وهو يدافع عن هذه الحقوق بالوسائل المشروعة. أعتقد أن فصائل المقاومة نجحت في تغيير الصورة في ذهن شاليط خلال هذه المدة الطويلة لأنها تدرك أهمية هذا الجانب وتدرك أيضاً أن اسم جلعاط شاليط أصبح معروفاً لدى العالم وأعتقد أيضاً أن المقاومة الفلسطينية تدرك أن تسلح شاليط بسلاح الحقيقة سوف يهزم مزاعم وأكاذيب العدو الصهيوني ويخدم القضية الفلسطينية لأن شاليط يمكن أن يكون ناشط سلام حقيقيا ويستمع له الكثير من الصهاينة الذين أعمت عيونهم العصابات الصهيونية وأقنعتهم بأن من يدافع عن حقه من الفلسطينيين هو إرهابي، فهل تمكنت فصائل المقاومة الفلسطينية وهي التي نجحت بكل اقتدار في إدارة المفاوضات لنجاح صفقة تبادل الأسرى ونجحت بكل اقتدار أيضاً في سرية مكان الأسير حتى آخر لحظة.. هل تمكنت من إقناعه بالحقيقة.. وهل نستطيع القول إننا كسبنا شاليط؟