07 أكتوبر 2025
تسجيلمن اللافت للانتباه كيف واءمت هوليوود تشكيل أبطال أفلامها لتأخذ في حساباتها وزن الجمهور في كل ثقافة وحسب حجم المشاهدين، ولي عصر هيمنة الجمهور الأمريكي والغربي الذي صاحبه الأبطال مثل رامبوا ومن هم على شاكلة رامبو، وحل محله تعدد في الأبطال، الذي يحتاج البطل الأمريكي كسب ثقتهم فيه لكي يستطيع القيادة، فلابد أن يكسب ثقة البطل الصيني والبطل الهندي والبطل الروسي، فأحداث الفيلم تجري لمعاناة البطل الأمريكي في كيفية كسب ثقة الجميع بعد أن مرت أحداث قد تدعو للتساؤل عن قدرات وإمكانات البطل الأمريكي في قيادة المهمة الموكلة لهم. هذا التغير الجذري في نظرة هوليوود للعالم تحتاج للتأمل على عدة مستويات، منها المجتمعي وطبيعة المؤسسات من عامة إلى قطاع الأعمال، وطبيعة كل مؤسسة في التعاطي مع التغير وكيفية تحسين أداء المؤسسات لتكون أقدر على خدمة الإنسانية، فما نراه في هوليوود يغيب كلية عن الإدارة الأمريكية، هذا التحول يأتي في وقت تعددت فيه الأقطاب وتغير فيه النظام العالمي وهوليوود أثبتت أنها تواكب التطورات وتعي التغير على مستوى العالم فهي لم تعد تصنع الأفلام والتسلية لجمهور أمريكي وسوق أمريكي بل لجمهور عالمي وسوق عالمي لابد أن يعكس دوره ولابد أن يشعر أن الأفلام ليست غريبة أو أجنبية بل تأخذ مشاعره وأحاسيسه عند نسج القصة والرواية وكيفية تصوير كل شعب وثقافته بشكل يرضي المشاهد وإلا فقدته، خاصة أنها تعتمد في دخولها إلى السوق العالمي، فهي لن تقدم على إغضاب جمهورها الأهم وسوقها الأهم. ولكن لا نرى ذلك ينطبق على الساسة في البيت الأبيض بل استخدام السوق كأداة لفرض الهيمنة، لذلك لاحظنا هذا التحول الدال على أهمية الأسواق وقدرتها على إعادة تشكيل وعي صناعي القرار في الشركات والدول، فما أدى لهذا التحول في هوليوود كان يجب أن يصاحبه تحول في النظام العالمي ولكن ما نشاهده هو محاولات من النظام الأمريكي بالتدخل في السوق الحر للي الواقع لخدمة الاقتصاد الأمريكي على حساب المنافسة الشريفة وباستخدام أدوات التجارة وتوظيف قدرات السوق الأمريكي في الضغط على الشركات والتقنيات الصينية، وكما هو واضح أن الولايات المتحدة والداعية للاقتصاد الحر واقتصاد السوق عندما لا تخدمها التطورات في قول الخدمات والتقنيات تستخدم نفوذ السوق في إما معاقبة الدول أو معاقبة الشركات ضاربة عرض الحائط بالقانون الدولي الذي أسسته ووضعت أطره وتجاهل أسس الرأسمالية التي دعت لها وشنت حروباً لترسيخها، حاربت الشيوعية والاشتراكية ومختلف الأيديولوجيات واعتمدت على مفاهيم الاقتصاد الحر واقتصاد السوق والديمقراطية هذا كله كان أساسياً وواضحاً حين كانت تملك القدرة على المنافسة وحين كانت تهيمن على الاقتصاد العالمي، أما حين برزت شركات مثل هواوي وتيك توك ووي شات وغيرها لم يعد صدر القائد يتسع لكل هذه الفوضى، يجب أن يعاد الترتيب ولكن على ماذا إذا تنكرت أمريكا قائد الرأسمالية لمفاهيم الرأسمالية من المنافسة الحرة إلى التبادل التجاري الحر تلك هي العولمة. العالم يفقد القيادة السياسية والاقتصادية بسبب تعنت أمريكا والنرجسية التي تحكم سلوكياتها في صلب البيت الأبيض، هذا مثال لماذا ينجح قطاع الأعمال في التعامل مع التغير وفي الوقت الذي يواجه القطاع العام صعوبات في تقبل التغير والتواءم معه، وإن كانت السوق شكلت ذهنية هوليوود لتشكل مخرجات هوليوود، فإن السوق ذاتها تشكل العلاقة بين العملاق الصيني والأمريكي في شد وجذب ليكون عامل السوق هو العنصر المحرك للجهود والضغوط من قبل كل طرف، لذلك يظهر مدى أهمية السوق المشتركة العربية في حفظ مصالح الأمة. [email protected]