18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الحج هو أحد فرائض أركان الإسلام الخمسة التي أوجبها الله على خلقه، والحج إلى بيته تعالى من استطاع إليه سبيلا، وهو استجابة يلتقي فيها المسلمون في أصفى العلاقات وأنقاها؛ ليشهدوا منافع لهم على أكرم بقعة شرفها الله في الأرض. ومع اقتراب موسم الحج كل عام تجري العادة لدى المملكة العربية السعودية أن تبحث ترتيبات استقبال ضيوف الرحمن مع ممثلي الدول والهيئات الخاصة بجميع الأقليات المسلمة في العالم منذ ما يقارب الثمانين عامًا، وكعادتها إيران قبل موسم الحج تفتعل الأزمات وتطلق الاتهامات من كل حدب وصوب تجاه السعودية، وآخرها تصريح وزير الثقافة والإرشاد "علي جنتي" الذي وصف السلوك السعودي بغير اللائق، لعدم موافقتها على مقترحات طهران المتعلقة بأمن الحجاج الإيرانيين.لقد وجهت السلطات السعودية دعوتها السنوية إلى الوفد الإيراني من أجل التشاور معه في الشؤون المتعلقة بالحجيج الإيرانيين، وأمنهم وسلامتهم والتي تعد من واجبات الدولة المضيفة لهم، على اعتبار أنه لا تفرقة عنصرية في موسم الحج، فسلامة الحجاج الإيرانيين هي من سلامة جميع الحجاج، وهي مسؤولية الأمن السعودي وحده، لكن طهران تسعى إلى فرض شروط وليس مقترحات على سلطات الرياض من أجل الإثارة السياسية، وتوظيفها إعلاميا، كما فعلت في موسم الحج العام الماضي وما صاحب ذلك من حادثة مأساوية.إن الذاكرة التاريخية والإعلامية مليئة بالمواقف السلبية التي قام بها بعض الحجاج الإيرانيين المدفوعين من قبل نظام الملالي لإحداث أعمال الشغب، والتظاهرات واستخدامهم الآلات الجارحة ضد رجال الأمن، والمواطنين السعوديين خلال موسم الحج، ضاربين عرض الحائط بحرمة مناسك الحج وسلامة الحجاج الآخرين، ما يثبت أن العدائية الإيرانية تجاه العرب تتوزع حسب السياسية التي تسعى إليها من أجل افتعال الأزمات، وزعزعة الاستقرار في المنطقة، والتي دأبت عبر افتعالها لتطبيق مخططات وسياسات تهدف إلى تصدير ثورتها، في محاولات بائسة تهدف إلى تسييس موسم الحج، لتحويله إلى خلاف سياسي دولي، يراد منه إشراك الدول الإسلامية بالوقوف معها من أجل تدويل الحرمين الشريفين والضغط على السعودية للتنازل عن إدارة موسم الحج، لكن جهودهم باءت بالفشل والانتقاد من قبل دول العالم الإسلامي، الأمر الذي دعا المسؤولين الإيرانيين إلى أن يتحولوا إلى أبواق صاخبة تجاه قادة المملكة وكبار علمائها، خصوصا بعد الصفعة الكبرى التي وجهها المفتي العام للسعودية، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، التي وصف فيها زعماء إيران بأنهم أبناء المجوس و"ليسوا مسلمين، وأن عداءهم مع المسلمين أمرٌ قديم، وتحديدًا مع أهل السنة والجماعة".لقد وصف المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، حكام السعودية بـ"الحكام المثيرين للفتن، الذين ورطوا العالم الإسلامي في حروب داخلية، وقتل وجرح للأبرياء، عن طريق تأسيس الجماعات التكفيرية الشريرة وتجهيزهم، وأنهم متلاعبون سياسيون لا يعرفون الله، ويصدون الطريق عن سبيل الله والمسجد الحرام، بوضعهم العراقيل أمام الحجاج الإيرانيين"، والحقيقة أن تاريخ إيران الأسود في مواسم الحج، سيبقى شاهدًا على حقدهم على العرب، ووصمة عار لا يمكن أن تنمحي من ذاكرة العالم الإسلامي، عندما حركت عمائم "قم وطهران" أتباعها لإثارة الاضطرابات في موسم الحج تحت بند مراسم "البراءة من المشركين"، وهي عند قائد الثورة الإيرانية واجب عبادي سياسي، وتُعد من أركان فريضة الحج التوحيدية، وواجباتها السياسية عند ملالي إيران، والتي من دونها لا يكون الحج صحيحًا، فأعمال الشغب والتظاهرات السياسية والصدامات الدامية التي قاموا بها فوق أطهر بقعة أرض عرفتها البشرية، يؤكد بالدليل القاطع أن الغاية منها ليست التقرب إلى الله، والتكفير عن الذنوب والخطايا، وإنما تهدف لتحقيق أغراض عدوانية لا تتناسب مع مكانة الحدث الذي يجتمع المسلمون من تأدية شعائره بنقاء القلوب، فإيران تستخدم الموالين لها مذهبيًّا وعقيدة، من أجل إفساد كل المشاعر النبيلة التي يسعى لها المسلمون وهم يقفون بخشوع أمام الخالق مكبرين باسمه لا يفرقهم مذهب أو عقيدة، دون تميز في التقرب إليه سبحانه وتعالى، بين غني وفقير ولا حاكم ومحكوم، بل إن الصفة الغالبة بينهم، هي من أتى الله بقلب سليم، وليس من تدفعه العمائم المغلفة باسم الدين من أجل تفريق شمل المسلمين الذي أوجبه البارئ عز وجل عندما أمر سيدنا إبراهيم عليه السلام أن ينادي في الناس، بقوله تعالى: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} صدق الله العظيم.