12 سبتمبر 2025

تسجيل

راشد محمد المناعي.. من الرعيل الأول للكشافة القطرية (19)

20 أغسطس 2021

(1) إذا كانت فترة الخمسينيات هي البداية الحقيقية لنشاط الحركة الكشفية في قطر، فإن الاهتمام الاكبر بها بدأ مع فترة الستينيات وانتعشت أكثر مع السبعينيات والثمانينيات، وهي الفترة الحقيقية لوجود الرعيل الأول من رجالاتها في تلك الحقبة التاريخية التي لا يمكن نسيانها ابدا. فخرّجت الحركة الكشفية للمجتمع مجموعة من الكشافين الماهرين والمتميزين الذين قادوا هذه الحركة بكل اخلاص لهذا الوطن فكانوا نعم الأبناء. وساهم هؤلاء في تأهيل الآلاف من الطلبة داخل المدارس بشتى المراحل الدراسية سواء الابتدائية أو الاعادادية أو الثانوية، بل حتى مرحلة الجامعة عندما تم تشكيل أول فرقة كشفية داخل جامعة قطر الوطنية لأول مرة قبل عدة عقود. والتي كنت أحد افرادها في بداية الثمانينيات فيما بين 1983 - 1987 برفقة القائد الكشفي الدكتور حامد ملا حامد المرواني من كلية الشريعة، وحينها حصلت على الشهادة الابتدائية في الكشافة في مخيم مدينة ابها الكشفي بالسعودية عام 1984م ثم نلت الشهادة التمهيدية الكشفية عام 1985م في الدوحة من قبل جمعية الكشافة القطرية. (2) من قدامى الكشافة المتميزين في قطر السيد الفاضل راشد بن محمد آل نجم المناعي الذي كان من العناصر الكشفية الفاعلة خلال فترة الستينيات من القرن الماضي قبل أن يتوجه لدراسة الهندسة في مصر. فقد كانت له نشاطاته البارزة في معسكرات ومهرجانات الكشافة والأنشطة الشبابية في تلك الفترة من خلال مساهمته مع زملائه القطريين في مهرجانات استاد وملعب الدوحة والمدارس الحكومية ومعسكرات راس بو عبود وغيرها من مناطق قطر. وله مساهمات خارجية في بعض بلدان الخليج والدول العربية الأخرى والتي اكتسب فيها العديد من المهارات الكشفية التي طورت من أدائه وجعلته من الخبرات التي نعتز ونفتخر بها حتى الآن. (3) وراشد المناعي من مواليد عام 1948م حيث درس الابتدائية والاعدادية والثانوية في مدارس قطر وبعدها التحق بدراسة الهندسة المدنية في جامعة عين شمس بالقاهرة عام 1970م، وله ابن وحيد هو محمد (رحمه الله) الذي انتقل الى جوار ربه في عام 2011 م. (4) عن ذكريات الكشافة الجميلة يقول راشد المناعي: لقد شاركت في أغلب المخيمات والمعسكرات الكشفية بالدوحة وخارجها منها مخيمات “أبو قير“ في مدينة الاسكندرية وبعدها في المملكة المغربية وكان معنا من الجيل الواعد في تلك الفترة كل من: - علي بن سلطان - ابراهيم البدر - حسن بو هندي - ومحمد علي الانصاري - وسلطان الجابر.. وغيرهم كثير. ويقول عن الحياة في الكشافة: اذا تحدثنا عن أحد الأيام الكشفية قديما فكان يبدأ المخيم مساء يوم الخميس حيث تتوافد الكشافة وكل فريق يستلم قطعة الأرض المخصصة له من قبل اللجنة المنظمة ويبدأ نصب المخيم لكل فرقة كما يتم توزيع الخيم على الكشافة وكل خيمة تتسع لعدد ستة كشافين والطليعة من (8 - 10) خيم. ويبدأ النشاط منذ الصباح الباكر بصلاة الفجر ثم العودة الى الخيم لترتيبها وتنظيمها وتهويتها وبعدها يتم تناول الفطور (الافطار) ويتم اعداده من قبل بعض الكشافين أنفسهم وهو ما يأتي من باب الاعتماد على النفس. ثم تبدأ تحية العلم ورفعه على السارية ونحن بزي الكشافة وهذا يربي الكشاف على عامل المواطنة ويغرس فيه حب الوطن والانتماء اليه. ثم نبدأ بممارسة فقرة رياضية حتى تحين وجبة الغداء وبعدها نأخذ بعض الراحة حتى وقت العصر حيث يقوم بعض الأهالي بزيارة أولادهم للاطمئنان عليهم. وفي المساء وبعد العشاء مباشرة تبدأ حفلات السمر وكانت جميلة في تلك الأيام من خلال المسابقات طوال فترة المخيم. وفي اخر يوم يتم توزيع الجوائز على المتسابقين مثل افضل خيمة وأفضل كشاف.. الخ. (5) وعمل المناعي في الحكومة لفترة من الزمن كان خلالها من الأسماء التي تركت بصمة كبيرة في خدمة الوطن، واستمر في عطائه بكل جدارة وتفوق حتى تقاعده عن العمل عام 1990م. وقد سكن المناعي الدوحة العاصمة في (حي أم غويلينة) لفترة تزيد على 30 سنة تقريبا ثم انتقل للمعيشة في (منطقة الدفنة). وعمل بوظيفة (مدير الهندسة بوزارة الاشغال العامة) لعدة سنوات وذلك في عهد سعادة خالد بن عبدالله العطية الوزير السابق (رحمه الله). حيث تدرج فيها بعدة مناصب منها: - نائب رئيس قسم الطرق - ثم رئيس قسم (الهندسة المدنية) - مدير ادارة الهندسة المدنية. وهو عضو في:- شركة الاسمنت لمدة خمس سنوات- لجنة المناقصات المركزية (دورتين)- لجنة تسمية الشوارع في البلدية. وقد عمل في وزارة الأشغال مع جيل التأسيس للاشعال العامة في قطر منهم: - خالد الخاطر (رحمه الله) - محمد العالي - علي الخاطر - هشام قدومي (مدير مكتب الأمير الهندسي). وقد لعبوا جميعا دورا مهما في انجاز بعض المشاريع مثل: - جسر الجيدة- جسر المناعي- جسر خليفة - جسر الغرافة- طريق الشمال- طريق دخان- طريق الوكرة- طريق مسيعيد- استصلاح منطقة البدع وارميلة- تعميع البحر الى فندق شيراتون. وقد تقاعد راشد المناعي عن العمل في عام 1990م. (6) كلمة أخيرة: يبقى راشد محمد المناعي من الشخصيات القطرية الرائدة في المجال الكشفي على مدى سنوات طويلة كان خلالها من النجباء والماهرين في هذا الميدان. لينضم مع هذه الكوكبة من المواطنين الذين ابدوا مشاركة مثالية إبّان ازدهار كشافة أيام زمان. [email protected]