15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يقول شاعر كل العصور المتنبى:- ذو العقل يشقى في النعيم بعقله * وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم. لك الله يا تميم المجد والإباء، يا تميم الشموخ، يا تميم العزة والأنفة. لك الله من وقفة وقفتها تكتب بمداد من نور في سجل الخالدين، حقاً أن تكون عاقلاً متماسك الأعصاب لا تنساق مع جهالة الجهلاء وعجلة الحمقاء وانزلاق سفهاء العقول ......... ليس بالأمر السهل في هذا الزمان العصيب الذي عصف بجل القيم الإسلامية والإنسانية. أولاً: توقيت خطاب تميم المجد جاء في يوم الجمعة جمعة الغضب المقدسي، وهجمة الإسرائيلي المعتدي على القدس الشريف، وهذا بحد ذاته "ضربة معلم" بما أن كل القادة العرب لم نسمع ولا حتى إدانة من واحد منهم.... فقد أدان تميم المجد الاعتداء الآثم وهذا لا شك يكتب بأحرف من نور في تاريخ العروبة المغتصبة. ثانياً: بشهادة كل المحللين العرب والغرب وكثير من المعارضين قبل المؤيدين.... أشادوا بمضمون وشكل الخطاب التاريخي. أما من حيث المضمون فقد جاء من حيث اللغة رصيناً هادئاً بعيداً عن كل إسفاف وبذاءة في الكلمات ومن كل سب وشتم وتعرض للأشخاص والأعراض.. بل ركز على تشخيص الأزمة من غير تجريح وإهانات ثم عرج على الحل وكيفية التعامل الراقي مع الأزمة من كل الجوانب، بل وكيف الضمان لعدم العودة إلى هذا التعامل المسيء والحصار لشعب أعزل آمن، وذلك لمصلحة كل الشعوب الخليجية وليس قطر وحدها، وأيضاً مضمون الخطاب وجه رسالة إلى كل الشعوب والحكام على حد سواء أننا نريد الحل وليس التصعيد، ولكن ليس على حساب الكرامة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والجلوس على الطاولة للحوار نداً لند وليس على شكل إملاءات وأوامر، فقد ثبت لهم بعد انكشاف الحقائق أن العالم ليس بالضرورة "دائماً" مع الأقوى والأكثرية، بل مع الحق إن كان أبلج وإن كان صغيراً وقليلاً، لا الباطل وإن كثر وتلجلج.. والله من فوق ذلك كله أجل وأعلى وأعز. أيضاً روح الخطاب تقرأ منه نبرة الحزم والحسم وعدم التشكك والتذبذب خاصة أنه جاء بعد خمسة وأربعين يوماً من الردح والسب والاستهزاء... من قبل الأخوة الأشقاء (هداهم الله) وكل ذلك والقيادة والشعب والمقيمون متماسكون ولم ينساقوا مع هذه المهاترات.. يقول المثل الخليجي (من صبر قدر). ايضاً هناك دروس أخلاقية كثيرة تستشف من مضامين الخطاب.. منها عدم الكذب واتباع الواشين وكل ناعق. وأن الأمور مهما تشعبت وتعقدت فلا يصح في النهاية لا الصحيح وإن طال الزمن.. وأخلاقيات أخرى كثيرة. أما من حيث الشكل فلم يكن الخطاب طويلاً مملاً لأن خير الكلام ما قل ودل، بل جاء مركزاً في الصميم من غير حشو للكلمات... وهذا دلالة على الثقة بالنفس وبما يقول من غير إرتباك ولا إرباك. النظرات للكاميرا وعدم تقطيب الحاجبين... وهدوء النفس ورباطة الجأش دلالة على الثبات وصدق الموقف والاقتناع بما يقول وليس كبعض الزعماء... أيضاً الصورتان اللتان كانتا وراء سموه معلقتين على الجدار وبالحجم الكبير... تحكيان تاريخ وأشياء كثيرة لمن قرأ وتدبر التاريخ.... وموجهتان لبعض الأشقاء الذين شككوا في تاريخ قطر وأهميتها. لا أخفيكم سراً أني أرى وأقترح أن يدرَّس خطاب سموه للأجيال الحالية والقادمة لما فيه من مبادئ وأسس وأخلاقيات أتت من رأس الهرم. والعرب تقول (رب ضارة نافعة) والمحن في طياتها منح ولاشك، ويقول المولى قبل ذلك جل جلاله (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) وهنا العلة الحقيقية لهذا الوجود والموجودين على هذا الكوكب الفاني.... نحن لا نعلم ولكن الله يعلم بما هو الأصلح والأفضل لنا لا نحن مهما كملت عقولنا وارتقت أفكارنا، ولا شك أننا تعلمنا الكثير من هذه التجربة وان كانت قاسية في بدايتها، وأهم هذه الدروس ألا نعتمد على أحد بعد الله إلا على قدراتنا وأبناء هذا الوطن المعطاء والمقيمين على أرضه، والمسلم لا يلدغ من جحر مرتين. يقول الشاعر: تعدوالذئاب على من لا كلاب له ** وتتقي صولة المستأسد الحامي هكذا تدار الأمور والأزمات في هذا الزمان الصعب!! الأهم من فوائد الأزمة! ** أن قطر الآن كسبت تعاطف العالم كله بسبب هذه الأزمة وما وقع عليها من ظلم... فيجب على الدولة ان تستغل هذا التعاطف لتحقيق مصالحها وعلى جميع الأصعدة... فستلقى كل تعاون وتكاتف من جميع الدول. ** أهمس في أذن كل الأنظمة العربية ولا أريد بها ألا وجه الله... أن خط الدفاع الأول عن كل نظام وعن كل وطن يريد الاحتفاظ بأمنه ووطنه ونظامه... هو الشعب هو أبناء الوطن لا الاستقواء بالخارج والأجنبي.. فهؤلاء يريدون مصلحتهم أولاً وثانياً وثالثاً لا مصلحة الوطن. فتماسك الجبهة الداخلية هو الحصن الحصين بعد الله قبل الخارج مهما طال واستعلى. ** فعلى حكام وملوك الدول عربية كانت أم إسلامية الإحسان أولاً وقبل كل أحد إلى شعوبهم فهذا من صميم الدين والعقيدة الصحيحة ، بل ومسؤولية عظمى أمام الله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من آتى الله بقلب سليم. يقول حجة الإسلام وإمام الأئمة في كل العصور ابن تيمية رحمه الله (إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة)؟؟ فهد أحمد مبارك آل ثاني مدير المكتب العربي والإسلامي بمقاطعة إسرائيل سابقاً