16 سبتمبر 2025

تسجيل

تبادل جديد للأسرى.. ومكر الاحتلال

20 أغسطس 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); غير صحيح إطلاقاً أن إسرائيل لا توافق على مطالب المقاومة الفلسطينية بتبادل الأسرى، نعم هي تماطل وتحاول الالتفاف على المطالب، إلا أنها في نهاية المطاف تخضع وبالتالي توافق، وتجارب الماضي تقول ذلك. الآن، بعد أن تم رفع الستار عن اعتقال مستوطنين قاما خلال فترات زمنية متباعدة باجتياز الشريط الفاصل بين فلسطين المحتلة وقطاع غزة، بدأت حملة رئيس الحكومة بخصوص القضية الحالية، مع تسرب معلومات باتت مؤكدة عن وجود جنديين إسرائيليين أسرى لدى حركة حماس، إضافة إلى أشلاء جثتين لآخرين من مخلفات العدوان الغاشم الذي تعرض له قطاع غزة في العام 2014. فرضية أن المستوى السياسي الأمني الإسرائيلي لا يعلم أن الحديث بات يدور عن هذه القضية غير صحيح، فرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو قرر مؤخرا إجراء مفاوضات سرية مع حماس، بعيدا عن الحكومة (الكابنيت)، واللجنة التابعة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست من أجل إبرام صفقة لتبادل الأسرى مع حماس ويبقى البحث عن وسيط. نتنياهو يدرك أنه لا يمكن تجاهل هذه القضية، وبأن معارضيه سينتهزون الفرصة لإضعافه، كوزير الحرب الصهيوني موشيه يعالون الذي أكد أن إسرائيل لن تتعامل مع حماس ولن تفاوضها، وأمام هذا التعنت الإسرائيلي الذي بدأ مبكرا، قال مسؤولون بحماس إن الحركة رفضت أكثر من طلب إسرائيلي عبر عدة وسطاء للكشف عن مصير الإسرائيليين الأسيرين اللذين أعلن عن وجودهما في غزة، والأمر ذاته يشمل قضية الجنديين الأسيرين وأشلاء لجنديين آخرين قتلا خلال العدوان العام 2014. الحراك الإسرائيلي بشأن هذه القضية اتجه نحو المخابرات الألمانية مجددا للتوسط لصفقة تبادل أسرى جديدة مع حركة حماس، والتي كانت قد لعبت دورًا مهمًا في الجهود التي أفضت لصفقة تبادل الأسرى السابقة مع الحركة عرفت بصفقة الجندي جلعاد شاليط، حيث زار مندوبون للمخابرات الألمانية كلا من غزة وتل أبيب، من أجل إنجاز الصفقة. لا تفاصيل واضحة للآن بشأن ما يجري حاليا لإبرام الصفقة ومطالب حماس لإتمامها سوى ما ألمح إليه نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بأنه "لا مفاوضات حول عملية تبادل جديدة للأسرى دون أن تفرج إسرائيل عن كل الأسرى المحررين في صفقة شاليط (صفقة وفاء الأحرار) في العام 2011 دون قيد أو شرط ليعودوا لعالم الحرية حتى يتسنى البدء بالحديث في أي قضية تتعلق بأسرانا الأحرار في سجون الاحتلال". حماس على ما يبدو تريد ربط أي معلومات عن الأسرى وجثث الجنود لديها، مقابل أولا الإفراج عن محرري صفقة "شاليط"، الذين أعادت الأخيرة اعتقالهم، وبعدها الانتقال إلى المفاوضات عبر وسطاء دوليين، ربما كما أشرنا آنفا المخابرات الألمانية، كما يعتقد أن توني بلير سيقود هذه الوساطة، ولإبرام تهدئة تكون مستدامة في قطاع غزة. إذن المفاوض الفلسطيني هذه المرة أمام حالة مختلفة عن المرات السابقة، للتوصل إلى إبرام اتفاقية تبادل أسرى مع الجانب الإسرائيلي، مبني على حسب ما يمتلك، أي كل شيء بثمن، بمعنى إذا كان يمتلك جنودا أحياء ومستوطنين أسرى وأشلاء جثث لجنود، يجب أن تكون مواقفه صارمة، حتى لا تحدث أخطاء. في هذه الحالة عليه، أي الطرف الفلسطيني، تحديد مطالبه من الجانب الإسرائيلي، وتفعيل القضية حتى تصبح جزءًا من الرأي العام الإسرائيلي الضاغط على حكومته بالتزامن مع الدخول في المفاوضات، وأعتقد أن الفلسطينيين سيحققون إنجازات في هذا الملف، لأنهم يعرفون طبيعة العقل الإسرائيلي ومكره ومماطلته، من خلال تجاربهم السابقة.. وإلى الخميس المقبل.