15 سبتمبر 2025
تسجيلقد يظن أعداء الكويت بأن هذه الدولة يمكن مسحها من خارطة العالم في يوم وليلة وتحويلها ضمن المخططات التي تطمح بعض دول الجوار إلى التوسع في المنطقة من خلالها، أسوة بسيناريو ضم العراق مؤخرا إليها بشكل مدروس وممنهج دون شك من أحد! واذا كانت الكويت قد كشفت للعالم بالأمس تفاصيل "الخلية الإرهابية والتخريبية"، فليعلم الجبناء بأن الوطن أصبح فوق الجميع ، ولا حجة لمن سيتنكر بما قام به نوايا سيئة هدفت إلى زعزعة الأمن وسط هذا البلد وتدميره، أسوة بما خطط له على نفس المرتزقة في "مملكة البحرين" الشقيقة، لضرب الوحدة الوطنية وتمزيق كل شعب على حدة! واذا كانت "الكويت" العزيزة على قلوب كل العرب قد تعرضت في 2 أغسطس 1990 م لهزة تاريخية تمثلت في الغزو العراقي الغاشم، وقبله امتدت يد الغدر إلى حاكم الكويت وأمير القلوب الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح من خلال التعرض لموكبه الشخصي سنة 1985 م ونجاته من الموت في تلك الحادثة بعون ورعاية من الله عز وجل، وحينها أطلق سمو الشيخ سعد العبدالله كلمته الخالدة بعد ذلك التفجير الآثم قائلا: "لن نخضع للتهديد، ولن نخضع للابتزاز، وسنعمل جميعا يدا واحدة، من أجل عزة وكرامة الكويت، ونسير جنبا وخلفا وراء صاحب السمو وقائد نهضتنا حفظه الله من كل مكروه". وما حدث قبل أيام يجعل الكويت تعيد حساباتها من جديد مع من يدعم ويمول الخلية الإرهابية المدعومة من "حزب الله" اللبناني، وهذا بالطبع لا يعزل "إيران" الرأس المدبر لكل المخططات الإرهابية التي تحدث اليوم في دول الخليج العربي، ومنها ما حدث في البحرين قبل أسابيع، اذا اتفقنا على أن "إيران وحزب الله" من نفس الطينة، وهذا أمر لا يختلف عليه أي شخص!. وأرى أن الصحافة الكويتية مطالبة اليوم بتوحيد المواقف والجهود، لأن الوطن هو الذي يبقى، وغيره يفنى ويبلى، ولا بد كذلك أن يطلع الشعب الكويتي بأكمله على تفاصيل هذه الكارثة دون تأجيل أو تسويف، فالمواطن الكويتي من حقه معرفة حقيقة هذه الخلية والنوايا الإجرامية التي كانت تسعى لتنفيذها داخل البلد الآمن والمسالم لكل دول وشعوب العالم دون استثناء! والمهم في هذه الأيام أن المسألة تتطلب "ضبط النفس"، وعدم إطلاق الشعارات الطائفية قبل اكتمال التحقيقات؛ لأنها تفرق بين الشعب الواحد ولا تجمعه على كلمة واحدة، مع الابتعاد عن المشاحنات والتنازع المجتمعي الذي يزيد من الطين بلة! وفي الختام: نؤكد على أن "قطاع الشؤون الأمنية" في مجلس التعاون الخليجي مطالب بأن يساند دول الخليج دون استثناء في مثل هذه الظروف العصيبة، وأن يقدم لها كافة وسائل الدعم من خلال التصدي لظاهرة الإرهاب التي عمت أغلب دول المنطقة! • كلمة أخيرة: تبقى الوحدة الوطنية للكويت هي الأهم، ومن أخطأ تجاه وطنه سوف يحاسب، ومن خطط لتدمير الكويت من الخارج سينال العقاب عاجلا أو آجلا، بعد أن بث هؤلاء سمومهم داخل هذا البلد الآمن، اللهم احفظ الكويت والخليج من كل مكروه، اللهم آمين .. قال تعالى: "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ".