17 سبتمبر 2025

تسجيل

في حضور الفرح

20 أغسطس 2012

يحضر الفرح كضيف جميل رائع، هناك من يحسن استقباله فيبقى وهناك من يسيء استقباله فيرحل سريعا ولا يترك له من الفرح حتى ذكرى، هناك من يضحك رغم الأحزان ويبتسم في وجه الألم ويشكر الزمان على حزنه فللحزن صوت لا يسمعه سوى القلب الطاهر والمسكون بالنوايا الطيبة والصدق والشفافية وللحزن قدرة فائقة على إيضاح الحقائق وصهر الأقنعة الزائفة وحرق التفاهات العالقة بأعماقنا وتهيئة قلوبنا لفرح باسم يأتي من جديد هذا الفرح يأتي بكل ما لديه من كنوز إنسانية يأتي ليمنحنا فرصة كبيرة على البدء من جديد إلا أن البعض يصر على أن يبقى غارقا في قاع أحزانه ويصر على ألا يبدأ من جديد ويصر على أن يدفن طفلة القلب البريئة ويخنق صوتها بالدموع رغم أن هناك الكثير من الفرص لميلاد آخر والكثير من اللحظات التي تفتح أحضانها لسعادته القادمة لتزرع فيه الأمل من جديد. جاء العيد والبعض لا يزال يحمل في قلبه الأحقاد ويرعاها في قلبه ويكف يده عن مصافحة الآخرين لأسباب قديمة وتافهة، جاء العيد والبعض مازال رافضا لفكرة التسامح والصفح والسلام، جاء العيد والبعض مازال متمسكا بنفسيته المريضة وقلبه المريض وفكره المريض رغم توفر كل إمكانات العلاج أمامه إلا أنه لا يريد، جاء العيد وبعض القلوب لم تخلع بعد رداءها الأسود وحقدها الأسود ونظرتها السوداء، جاء العيد والبعض مازال يستخسر على الآخرين أفراحهم الصغيرة وأمنياتهم الصغيرة وأحلامهم الصغيرة فمتى سيكف هؤلاء عن إيذاء أنفسهم والآخرين ومتى سيكفون عن التواجد السلبي في عالم جميل لا يستحقونه ومتى سيسمحون لذلك الفرح القادم أن يغلف قلوبهم بالنقاء والمحبة. في المقابل أوجه تحية للقلوب الجميلة للقلوب المضيئة كالشمس بالمحبة والوفاء، للقلوب المشرقة بالوصل والتسامح والعفو، لكل من مد يده ليحتضن الآخر، لكل من جاء مصافحا يلمس بحنان جراح الآخر، لكل من جاء وفي يده باقة ورد وباقة من المشاعر الصادقة، لكل من ساند الآخر وساعد الآخر، لكل من ضحى بأجمل أحلامه في سبيل إرضاء الآخر، لكل من تنازل عن كبريائه من أجل الحب ومن أجل المشاعر النبيلة التي حين تأتي لا ترحم كبرياءنا أبداً ولا تعترف به ولا بأي حواجز وعراقيل، لكل من جعل من الحب شعارا وجعل من الطيبة والتسامح مبدأ ولكل من عرف كيف يستغل هذا الفرح المجيد ليبدأ به مشوارا جديدا في الحياة حيث يشهد ميلادا جديدا وعشقا جديدا وأمنيات وأحلام جديدة لا تعرف طريق اليأس بل تظل مضيئة دوما بشعلة الأمل وبقناديل الصبر وبشمس الإيمان بقضاء الله وقدره. هي دعوة للبدء من جديد من قبل بها فأهلا به في دنيا المحبة ومن رفضها فها هي كفوف الحنان تنتظر قطرات دموعه علها تنبت أزهارا وبساتين من الفرح من جديد.