14 سبتمبر 2025
تسجيلالأيام الطاهرة التي مازال عطرها عالقاً بأطراف الروح يضمخها تستدعي مسارات في حياة الناس قد تدهشنا ونحن نراها تتغير ألف درجة، كثيراً جداً حكمنا على الناس حكماً مؤبداً بحكم ما تراه عيوننا من سلوك البشر دون أن ننتبه للتوجيه النبوي الإنساني (العبرة بالخواتيم) كثيراً ما تطوعنا لنكون قضاة ننزه أنفسنا عن الهوى لنلهب ظهور الناس لوما وتشهيراً، قد تبلغ بنا الدمامة مداها فنشهر بالناس، ونأكل لحومهم! فلان في نظرنا (فلتان) يعني فلتان لا نغير، ولا نبدل، وأن تغير (الفلتان) وتبدل! نحن القضاة لا نتنازل عن حكمنا المؤبد إذ كثيراً ما يحدث الله أمراً، وكثيرا ما تغير (الفلتان) إلى أروع إنسان لكن (تقول لمين.. قلنا فلتان يعني فلتان.. بس خلاص) في اطار ما كان وما سوف يكون يدور محور مقال اليوم فقد دعتني صديقة لحضور ندوة لمساعدة مدير مركز الانصار بالأردن والتي استولت على قلوبنا وهي تقول إلى جانب عملي أقوم بتغسيل الموتى أنا وصديقة لي وكم رأينا من اشارات السعادة والشقاء لمن هم بين أيدينا لا حول لهم ولا قوة، وحكت ما هز قلوبنا وطلبت من حاضرات الندوة نقل ما يسمعن لصدق الأحداث والعبرة، استوقفني جدا ما حدثت به عن شيخ جليل له علاقة بالمركز ومن الثقات قال انه اطلع عن قرب على حكاية إنسانية (لهامل مشلط للدين) سكر وعربدة ويومه طبال زمار لا دين، ولا التزام، عايش حياته بالطول والعرض والزوايا، كان له جار إنتوى العمرة، وقبل فترة من السفر رأى في المنام من يقول له خذ الزمار الطبال معك إلى العمرة، نسى الرجل ما رآه في المنام مع شغل الحياة إلى أن تكرر الحلم ثلاث مرات فدفعه فضوله لمعرفة كنه هذا المنام، ذهب إلى إمام المسجد، حكى له المنام ففوجئ بالإمام يقول له خذه معك هذا أمر! ضرب الرجل كفاً بكف إذ كيف لسكران، هامل، لم يركعها قط أن يذهب للعمرة، كرر الإمام خذه معك! سأله الرجل مندهشاً (من وين أجيب له حق العمرة) رد الإمام عمرته علينا، وتجهز (الزمار) وسافر الرجلان معتمرين، انتهت العمرة، طافا يودعان ويدعوان، وصلا إلى أحد أبواب الكعبة فتمهل (الزمار) طالبا منه أن ينتظره حتى يصلي ركعتين، رفض صاحبه لأنهما تأخرا على الباص المنتظر، رجاه، (ركعتين وخلاص - دقائق، وجاي وراك) تركه وهو يحذره أن ينزل إلى صحن الكعبة فقط يصلي مكانه ويتبعه حتى لا يؤخر الحملة، وعده، مرت نصف ساعة، ساعة ولم يخرج الزمار إلى الباص عاد صاحبه يبحث عنه حانقاً في المكان الذي تركه فيه فلم يجده، ظل يتقدم إلى أن وصل إلى صحن الكعبة، هناك رأى الشرطة وزحاماً شديداً، وناساً يتساءلون عمن يعرف الميت المسجى، لما اقترب وجد (الزمار السكران) وعرف ممن حوله أنه مات ساجداً أمام الكعبة، ودفن (الطبال السكران) في أشرف مكان، ذهب الشيخ الفاضل إلى أمه يبشرها بميتته البديعة ويسألها عن ولدها كيف كان ليبلغ هذه المنزلة؟ قالت (معتز كان يشتغل ليجيب لقمته وسكرته!) أعاد سؤالها ما الخير الذي لا يعرفه الناس فانتبهت قائلة (ما عملتله أكله) إلى وكان يقسمها ويطعمها لعجوز آخر الحارة ما لها أهل ولا أحد يسأل عنها)!! انتهت القصة القصيرة، الإنسانية جدا، العبرة، التي تدعو إلى تأمل طويل طويل، في أحوال الخلق، وأحكامنا المجحفة التي نطلقها للتشهير، أو الانتقام، أو للتسالي، أو طق الحنك، أو لحرصنا الشديد على أن ننزه النفس عن الهوى، والخطأ، والزلل، والوقوع في أخطاء بشرية قد يمحوها الخالق تفضلاً لمخلوق عرف قلبه الرحمة فرحم، وعرف وجدانه العطف فعطف الله عليه، لا.. ليست هذه الحكاية سرحة خيال وإنما حكاية حقيقية لزمار، طبال، لم يركعها قط/ لكنها منن الكريم، وعطاء الوهاب، الذي قرب عبده فتاب وأناب، ما أجملها ميتة، أنا أغبطه، والله أغبطه! • طبقات فوق الهمس • عديتي شخصيا إغلاق (قناة المواعين) لصاحبها الدكتور عكاشة، ومنعه من السفر تمهيداً لمحاكمته عن كل عمايله السودة! • حدثتني صديقتي عن مسجد محمد بن عبدالوهاب، عندما زرته وجدتني أدخل تحفة بديعة، فيها عبق التراث، والفخامة اللافتة، والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي من شأنها خدمة المصلين، والعناية الفائقة بكبار السن ومقاعدهم والاضاءة الرائعة، والثريات الجميلة، والخدمة الممتازة، أخص هنا بالتحية موظفات الاستقبال اللاتي نجحن نجاحا موفقا في منع تسرب الأطعمة والمشاريب إلى المصلى بالدور العلوي أثناء التراويح، وكذا حجز الأطفال لعدم الازعاج، والصبر اللافت على من كن يتطاولن عليهن حال منع أطفالهن من الصعود إلى المصلى، شكراً طويلا على السكينة والهدوء الذي وفر للمصلين صلاة مطمئنة. • في ليلة السابع والعشرين أفسد (الإكو) المضاف لصوت الإمام استمتاع الناس بقراءته لعدم وضوح الصوت، وقد استغرق إصلاح الصوت وقتاً طويلاً ضايق المصلين، يا ريت تتم مراجعة الميكرفون وتجربته قبل بدأ الشعائر لتتحقق للناس الصلاة على أكمل وجه. • تحية طيبة لكل من طالب بوقف حفلات سوق واقف تعاطفا مع آلام الشعب السوري، والأقلية المسلمة في بورما. • الجهد الخيري المبذول من كل المؤسسات الخيرية في قطر يستحق تحية تليق بانهار الخير التي يسر بها المسلمون على المسلمين. • ثمانمائة مليون جائع في العالم، وستة آلاف طفل يموتون كل يوم بسبب الجوع، استوقفني هذا الخبر لأسأل كم أهدرنا في رمضان من نعمة؟ وكم طفلا كان يمكن أن ننقذه وإلى متى سنرمي أكثر مما نأكل دون أي احساس ببشر يموتون جوعا؟ • شهق صاحب المدير فلان الفلاني عندما وجد نفسه مدعوا ليفطر مع صديقه الذي توسط موظفيه وفراشينه، امتعض الأخ وهمس في إذن صديقه (المدير) التباسط مع مرؤسيك يفقدك الهيبة ويجرئهم عليك، وله أقول الإنسانية لا تعرف الألقاب يا كبير! • إنسانيات • إذا رأيت محبين يتباعدان إعلم أن الذي فرقهما إما شيطان إنس أو جن ولا ثالث لهما. • تفقد قلبك فإن خرج من رمضان كما دخل إحزن، وإن لم تنكسر إحزن، لم تتواضع إحزن، وإن لم ترق إحزن، وإن لم تحب إحزن، وإن لم تكن أجمل مما كنت كثيرا كثيرا كثيرا إحزن! • كثيرون يستشعرون شجنا وقد مضى رمضان سريعا، وآخرون تنفسوا الصعداء وعلى ألسنتهم المثل الشائع (يا بخت من زار وخفف)! • بعض أئمة المساجد أشعروا المصلين بأنهم مسافرون، فلا ركوع مطمئنا ولا سجود، تجرأت وسألت أحدهم لماذا لا تترك مجالا للمصلين كي يسجدوا براحة ويدعوا، قال أنا مأمور، ومطلوب مني السرعة؟! السؤال هل يمكن أن تتدخل الأوقاف لبحث الشكوى المزمنة (خطف الصلاة)؟ • يا عبق رمضان المسافر، رأيت أناسا يبكون وهم على اعتاب وداعك، كما يبكي الحبيب غياب محبوبه، فهلا تركت عطرك بمناديلهم ليتصبروا؟ • قلبي مع الذين تهدم المساجد عليهم وهم يصلون، ويفطرون على دموعهم، اللهم اقتل الطاغية وخذه أخذ عزيز مقتدر. يا رب