12 سبتمبر 2025

تسجيل

الإنسانية على موعد..!

20 يوليو 2023

موعدها على ماذا؟ وهل سألت الإنسانية نفسها عن أي شيء سيكون موعدها؟ وهل راجعت حساباتها ووقفت على أعمالها وانتهاكاتها لفطرتها؟ ولماذا هذا التطاول على ما جبلها رب العالمين عليها؟ وعلى تجاوزها كل الحدود، وضرب الأخلاق والقيم ضرب الحائط؟ وهي تعلم أنها تجاوزت كل الخطوط الحمراء، نعم الإنسانية على موعد!. فالحذر كل الحذر من هذا الموعد. الإنسانية تحطم إنسانيتها بيدها، الإنسانية تشوه كل جميل فيها، إنها إنسانية التمرد، إنسانية تشرع للفساد وإتيان الرذائل في مساحات الحياة، إنسانية تسير في ركاب الإلحاد والتنادي به، الإنسانية في عصرنا الحالي إنسانية مريضة تجتاحها كل الأمراض وخاصة في الدول التي تدعي أنها مع الإنسان وحقوقه، وأنها دول متقدمة علمياً، يقول المفكر لاموني «إن الجنس البشري بكامله يمشي بخطى حثيثة إلى الهلاك، إنه في النزاع الأخير، كذلك الإنسان الجريح المسكين الذي لا يرجى له شفاء، فكثرة الأخطاء في حضارتنا تجرها إلى الغرق». وهذا جون فوستر دالاس وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، وصاحب كتاب (حرب أم سلام) خصص فصلًا من كتابه بعنوان: حاجتنا الروحية، فقال «إن الأمر لا يتعلق بالماديات، فلدينا أعظم إنتاج عالمي في الأشياء المادية، إن ما ينقصنا هو إيمان صحيح قوي، فبدونه يكون كل ما لدينا قليلًا. وهذا النقص لا يعوضه السياسيون مهما بلغت قدرتهم، أو الدبلوماسيون مهما كانت فطنتهم، أو العلماء مهما كثرت اختراعاتهم، أو القنابل مهما بلغت قوتها». فإن تهاوي وتصدع الدول وانهيارها له أسبابه وعوامله كله منسجم مع سنن الله سبحانه وتعالى وهذا أمر لا شك فيه ولا جدال في أمره. فإن قلت عندهم مبادئ وقيم!. قلنا لك أين هذه المبادئ والقيم في واقعهم؟ وإن قلت إنهم يحترمون الإنسان، قلنا لك إنهم يتطاولون على الإنسان وينتهكون حرمته ويجردونه من إنسانيته! ولن ترتاح الإنسانية ولن ترى السعادة والطمأنينة إلا في ظل شريعة الإسلام الربانية الخالدة الشاملة العالمية الإنسانية مهما تقدمت في كل شيء وأتت على الذكاء الاصطناعي في مساحات الحياة. هل ستعود الإنسانية إلى إنسانيتها أم إنها ستواصل في تجاوزها وانتهاك فطرتها!. «ومضة» رحم الله الأديب الدكتور نجيب الكيلاني حين قال «وفي ظل هذه الحضارة تضعضعت القيم الروحية للإنسان، وعاش الإنسان قلقا حزينا، وهو الذي تقلب على فراش من حرير»!. تقلب أيها الإنسان في الماديات وحارب الفطرة وانشر الإلحاد، وتعامل مع كل خبيث، وجرد حياتك من القيم والأخلاق فأنت على موعد!.