20 سبتمبر 2025

تسجيل

العثمانيون الجدد

20 يوليو 2016

تساءلنا بالأمس عن السر في هذا الكم الهائل من العداء الظاهر والباطن لتركيا، أو الحزب الحاكم تحديدًا، وأكثر دقة لشخص الرئيس رجب أردوغان، وقلنا بأنه ربما كأبرز سبب لذلك هو ما ظهر على الحزب وبعض رموزه من توجهات إسلامية بسيطة جدًا، لا يمكن مقارنتها بما هو حاصل في دول إسلامية أخرى، عربية كانت أم غير عربية، ولكن ومع ذلك نجد الأمر تجاه هذه الدولة يختلف. إذن يمكن القول بأن من أبرز الأسباب التي تدعو المتربصين بتركيا إلى عرقلتها وتطويقها، أو تحجميها إن صح التعبير، هو هذا الشيء الابتدائي البسيط من السمت الإسلامي الظاهر على بعض توجهات الحزب وبعض رموزه، وما نتج عن ذلك من آثار على شكل أعمال وسلوكيات متجسدة على أرض الواقع، رغم أن الحزب سياسي صرف، ورغم أن ما يقوم به الحزب الحاكم بالمقارنة مع دول إسلامية أخرى كمثال، لا يمكن اعتباره حزبًا إسلاميًا أو اعتبار تركيا دولة إسلامية بالمفهوم المتعارف عليه، الأمر الذي يبعث على التساؤل ها هنا، وخاصة بعد أحداث كبيرة كمحاولة الانقلاب الفاشلة: لم كل هذا العداء من الداخل والخارج لهذا البلد أو هذا الحزب الحاكم تحديدًا، وأكثر دقة لهذا الرئيس، السيد رجب طيب أردوغان، فيما الأمر يختلف مع أقطار أخرى إسلامية، عربية كانت أم غيرها؟ لو نرجع إلى الوراء بعض الشيء ونستحضر الماضي، سنجد بأن تاريخ الدولة التركية ليس بالذي يمكن أن ينساه أو يتناساه الغرب الأوروبي على وجه التحديد، مدعومًا بالأمريكي. فالإمبراطورية العثمانية بالذاكرة الغربية الأوروبية، تأخذ حيزًا مهمًا بارزًا فيها.. فإن دولة اتسعت وسادت مساحات هائلة في الشرق والغرب، وكانت من الدول العظمى صاحبة القرار في الشأن العالمي، في فترة تقل عن قرن من الزمان، إنما كانت بداياتها شبيهة بما يحدث اليوم في تركيا وعلى يد الحزب الحاكم الحالي. واقرأ إن شئت تاريخ نشوء وظهور الدولة العثمانية. ومن هنا يمكنك البدء في تفسير الأحداث في تركيا ومواقف الغرب منها.وللحديث بقية باقية نكملها بالغد إن شاء الله.