12 سبتمبر 2025
تسجيلقبل طفرة الإعلام الفضائي وتنوع القنوات التي صار عددها بالألوف ما بين غث وسمين كان بث قناة تلفزيون دولة قطر يصلنا هوائياً في الإحساء باعتبارنا المدينة الأقرب للدوحة نستقبله عبر "الإريل" المثبت في أسطح المنازل فتحجب الأجواء غير الجيدة التقاط ذلك البث المميز بالبرامج المفيدة والمنوعة التي توجه رسالتها إلى عموم الخليج. وكم كنا نتأسف على فوات مشاهدة بعض البرامج في مثل تلك الأجواء رغم محاولات التقاط البث بتدوير ذلك " الإريل الذي غدا من الماضي "بالتناوب بين الحضور لما في المهمة من مشقة صعود السطح غالباً. ومرد حديثنا اليوم عن تلفزيون قطر وبرامجه هو تداول أهالي الإحساء تحديداً عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمقطع من حلقة برنامج "الكاميرا كانت هناك" والذي أعده الإعلامي القدير والوجه التلفزيوني القطري المميز فوزي الخميس يرحمه الله قبل أكثر من 30 عاماً. وحقيقة أنا شاهدت الحلقة تلك عبر "الإريل" المذكور وكم كان انبهارنا كبيراً ونحن نرى الشوارع والطرقات والمزارع في واحتنا العريقة عبر الشاشة. فقد كان ذلك العمل احترافياً بمعنى الكلمة من حيث الإعداد والصياغة في النص والترتيب لـ اللقاءات مع رجالات المنطقة فقد كان اللقاء الرئيسي في الحلقة مع رجالات العلم من آسرة آل الشيخ مبارك وهم من الواجهات العلمية المعروفة في الإحساء. الجميل أيضا في الحلقة تلك الافتتاحية التي دشن بها فوزي الخميس التعريف بموضوع الحلقة وهو يقول السلام على أهلنا وجيراننا في الإحساء ثم يعدد مدن وقرى المنطقة ويعرف بمهمة البرنامج الذي كانت تصاحبه هذه الجريدة "الشرق القطرية" لتوثيق المهمة صحفياً وتجول في المزارع والأسواق مبرزاً التواصل التاريخي بين الدوحة والإحساء خاصة. كان تداول البرنامج مؤخراً يشير إلى الوعي الإعلامي القطري المبكر في التوثيق والتواصل وإبراز سمات التعاون بين مجتمعات الخليج عموماً بل وبين كل الناطقين بالعربية. فمن خلال بعض حلقات ذلك البرنامج الوثائقي المميز شاهدنا في سنواتنا الأولى بجهود تلفزيون قطر ومذيعه المميز فوزي الخميس كنوز المتاحف العثمانية في تركيا وكذلك المتاحف المصرية وشاهدنا حلقة عن بعض دول إفريقيا بل لا أنسى تلك اللحظات التي كان يقف فيها المذيع الخميس يرحمه الله على خط الاستواء مباشرة وهو يشير بيده اليمين إلى شمال كرتنا الأرضية وبيده الأخرى إلى جنوبها مدعماً الحلقة بالكثير من المعلومات والصور التي كانت بكراً في تلك الأثناء وسبقاً إعلامياً مميزاً للإعلام القطري الذي لا يزال يحتل مكانة الصدارة في عالم الإعلام الفضائي بقنواته وبرامجه المنوعة خاصة قناة الجزيرة والتي كانت نقلة في مفهوم الإعلام المرئي "اتفق معها من اتفق واختلف معها من اختلف" سوى أنها بالمعايير الإعلامية كانت صاحبة السبق في الكثير من البرامج وتحقيق الإثراء المعرفي للمتابع. أعود إلى تلفزيون قطر وتلك النكهة البرامجية التي يتبناها خاصة في مثل ليالي شهر رمضان المبارك وأدعو القائمين عليه لتجديد بث مثل تلك البرامج الوثائقية الجميلة لمد الأجيال بماضيهم وما فيه من مآثر ومواقف شاهدة هي الأخرى على فترات جميلة.