13 سبتمبر 2025

تسجيل

ماذا فعل الإسلام من أجل المرأة؟

20 يوليو 2013

لكي نعرف ما فعله الإسلام من أجل المرأة، لابد أن نعرف كيف كانت قبل نزول القرآن لا عند العرب وحدهم، بل عند الأمم كافة. فالمرأة قبل الإسلام كانت عارا، يتخلص منها أبوها وأولياؤها الذكور بوأدها أي قتلها حية، وقد أشار القرآن إلى ذلك: (وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت) وقد استقرت عادة الوأد حتى قيل: (وأد البنات من المكرمات)، وقد يلتمس الرجال في حزنهم إذ رزقوا بالبنات، فقد كانت المرأة متاعا، تورث كما يورث غيرها من عناصر المال، كالبهائم وأثاث المنازل، وكان يحق للابن أن يتخذ من زوجة أبيه، زوجا له، وهو ما سماه القرآن بزواج "المقت". وكانت المرأة اليهودية أحط درجة من المرأة العربية، فقد كان لأبيها أن يبيعها قبل بلوغها، وكان للابن أن يفعل ذلك، وكلنا نعرف ماذا كان مكان المرأة الهندية في عهد بعثة الرسول بل في القرن العشرين، فقد كان زواج الأطفال منتشرا، فكانت الطفلة دون الخامسة تزف إلى صبي في مثل سنها أو أقل فإذا مات حرم عليها الزواج. وبقيت المرأة على هذا الوضع المخزي والمزري معا، حتى بعد البعثة المحمدية بقرون فماذا فعل الإسلام؟ إنه قفز بها قفزة واسعة فقد وضعها إلى جانب الرجل تماما، فجعل لها من الحقوق ما له، وكلفها مثله التكاليف الدينية والمدنية، فهي ترث كما يرث، وتملك كما يملك وتبيع وتشتري، وتؤجر وتوكل، ولها أن تزوج نفسها، إذا بلغت سن الرشد ولا يجوز لوليها أن يزوجها على عكس إرادتها. وفي القرآن الآيات الكثيرة التي تقرن المرأة بالرجل، وتساوي بينهما من ذلك قول الحق تعالى (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض). والمرأة مكلفة بالصلاة والصوم والحج والزكاة، وقد أشركها الإسلام نشر دعوته وتكافح وكلنا يعرف دور أسماء بنت أبي بكر وهي تحمل إلى الرسول وأبيها الطعام وهما داخل غار ثور، ولما اشتد ساعد الإسلام كانت السيدة عائشة زوج رسول الله ذات أثر بين في الدعوة الإسلامية فسمعت الكثير من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وحفظتها. وقد قرر الإسلام العلم فريضة على المرأة، كما قرره على الرجل، إذ قال رسول الله "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة" ولم يفرض العلم لتهذيبها كزوجة، ولكن هذا العلم يمكن الانتفاع به في الشؤون العامة عموما. والله من وراء القصد.