27 أكتوبر 2025

تسجيل

عمر المختار (2)

20 يونيو 2016

في صبيحة يوم 15 سبتمبر 1931م وقبل المحاكمة رغب غرسياني حاكم ليبية الحديث مع عمر المختار ويذكر غرسياني في كتابه (برقه المهداه): (وعندما حضر أمام مكتبي تهيأ لي أني أرى فيه شخصية آلاف المرابطين الذين التقيت بهم أثناء قيامي بالحروب الصحراوية، يداه مكبلتان بالسلاسل.. وها هو واقف أمام مكتبي نسأله ويجيب بصوت هادئ..)غرسياني: لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومة الفاشستية؟أجاب الشيخ: من أجل ديني ووطني. غرسياني: مالذي كان في إعتقادك الوصول إليه؟أجاب الشيخ: لا شئ ....طردكم.. لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرض علينا ومالنصر إلا من عند الله.غرسياني: لما لك من قوة وجاه في كم يوم يمكنك أن تأمر الثوار أن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم؟فأجاب الشيخ: لا يمكنني أفعل أي شئ.. نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت الواحد بعد الآخر ولا نسلم ولا نلقي أسلحتنا.. وعند وقوفه حاول أن يمد يده لمصافحتي ولكنه لم يتمكن لأن يده كانت مكبلة بالحديد.عقدت للشيخ محكمة هزلية صورية في بنغازي في مساء يوم الثلاثاء عند الساعة الخامسة وربع في 15 سبتمبر 1931م. وبعد ساعة تحديداً صدر منطوق الحكم شنقاً حتى الموت. وعندما ترجم له الحكم، قال الشيخ: (إن الحكم إلا لله.. لا حكمكم المزيف.. إنا لله وإنا إليه راجعون).وفي صباح الأربعاء 16 سبتمبر 1931م، أحضر عشرون ألفا من الأهالي وجميع المعتقلين السياسيين خصيصاً من أماكن مختلفة لمشاهدة حكم الإعدام في قائدهم.وبدأت الطائرات تحلق فوق المعتقلين. وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً سلم الشيخ إلى الجلاد، وكله ثبات وهدوء فوضع حبل المشنقة حول عنقه وتمتم بالآية الكريمة: ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّة.. ) ليجعلها مسك حياته البطولية.ورثاه أحمد شوقي في قصيدة طويلة تبدأ:ركزوا رفاتك في الرمال لواء يستنهض الوادي صباح مساء ثم يخاطب الشعب الليبي قائلاً: يأيها الشعب القريب أســــــــامع فأصـــوغ في عمر الشهيد رثاءأم ألجمت فاك الخطوب وحرمت أذنيك حين تخاطَب الإصـــــغاءذهب الزعيم وأنت باق خــــــالد فانفذ رجالك واختر الزعمـــــاءوأرح شيوخك من تكاليف الوغى واحمل على فتيانك الأعبـــــــاء