السحور في رمضان

الحمد لله الذي أكرم المستغفرين بالأسحار، القائمين بالذكر آناء الليل وأطراف النهار، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأبرار وإمام الأخيار، ندب للسحور في رمضان وذكر أنه بركة للعبد وعون في الليل والنهار، قال تعالى: "الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ" (آل عمران 17) ويقول أيضاً: "وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" (الذاريات: 18)وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تَسحرُوا فإن في السحُور برَكةَ" متفق عليه.أيها المسلمون، السحر آخر الليل قبيل الفجر، والجمع أسحار، وهو وقت فضيل شرفه الله تعالى بقبول الدعاء، وجعله سمتاً للصالحين من عباده، يناجون فيه ربهم بالذكر والقيام والاستغفار، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم الصائم على الاستعانة بالصيام في رمضان بالطعام في ذلك الوقت، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (استعينوا بالطعام على صيام النهار، وبالقيلولة على قيام الليل) ابن ماجة (1692) : 1/540.وندب صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى التسحر واعتبره بركة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﺍﻟﺴﺤﻮﺭ ﺃكله ﺑﺮﻛﺔ ﻓﻼ ﺗﺪﻋﻮﻩ، ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﻳﺠﺮﻉ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺟﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﺴﺤﺮﻳﻦ ) مسند أحمد (11086) : 105/17) يا له من فضل أن ينال العبد رحمة ربه، واستغفار الملائكة لمجرد الامتناع عن الطعام، فعن عبد الله بن الحارث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتسحر فقال: "إنها برَكة أعطاكم الله تعالى إياها فلا تدعُوه"". النسائي: (2162): 4/145.إن البركة في هذا الطعام تكمن في كون المسلم قد أيقظ أهله وعياله، طاعة الله تعالى ليشكروا الله ويذكروه، ويستعدوا لصلاة الفجر.الدروس المستفادة: • السحر وقت فضيل يهرع إليه الصائمون في الليل للقيام والذكر والدعاء والاستغفار والطعام من أجل الصيام.• الحرص على التسحر لنيل البركة والثواب.• الفوز برحمة الله تعالى واستغفار الملائكة بكثرة الاستغفار وتلاوة القرآن.وبالله التوفيق..