03 نوفمبر 2025

تسجيل

فلسطين.. أرض الله المباركة (3)

20 يونيو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كما أوردنا سابقا، فإن أرض فلسطين تتمتع بمكانة خاصة حسيّة ومعنوية في العقيدة الإسلامية،وكذلك في شريعة النبي عيسى ابن مريم،وقبله موسى ابن عمرام "عمران"عليهم السلام أجمعين، وهي المكانة التي جعلتها محط أنظار ومهوى أفئدة المؤمنين جميعا، ومن أهم الدلائل والمؤشرات التي جعلتها تحظى بهذه المكانة: - - -أن الله سبحانه وتعالى أرسل نبيّه إبراهيم الخليل بعد أن دعا قومه في العراق فأبوا أن يؤمنوا به فما آمن معه إلا لوط ابن أخيه، فأمره الله عز وجل بالهجرة إلى أرض مباركة إلى أرض جعل الله عز وجل فيها الملائكة باسطةُ أجنحتها، إلى أرض أسماها الرب عز وجل مقدّسة ومباركة،أي إلى فلسطين، قال الله جل وعلا عنها في (سورة الأنبياء): " وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ "، والمقصود بنجيناه سيدنا إبراهيم، وقوله تعالى:"... ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين".(سورة الأنبياء)،وقال تعالى:"وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة "،وفي تفسير ابن عباس "القرى التي باركنا فيها هي بيت المقدس"، وقال تعالى على لسان موسى عليه السلام: "يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ".وفي الأحاديث الشريفة التي يفسّر ويقوي بعضها البعض،ففلسطين أرض المحشر والمنشر. فقد روى الإمام أحمد بسنده عن ميمونة بنت سعد مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت:يا نبي الله أفتنا في بيت المقدس فقال:"أرض المحشر والمنشر".وعن سلمة بن نفيل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عقر دار الإسلام بالشام"، بمعنى وقت اشتداد المحن والفتن. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ": إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي.فنظرت فإذا نور ساطع عمد به إلى الشام،ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام ".والمقيم المحتسب في بلاد فلسطين، كالمجاهد والمرابط في سبيل الله، فعن أبي أمامة مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قيل يا رسول الله أين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس".ومن هنا فإن المسلمين عندما يقرأون القرآن يشعرون بارتباط عظيم بينهم وبين هذه الأرض،أي أرض فلسطين، لأن ميدان الصراع بين الحق والباطل تركز على الأرض، ولأنهم يؤمنون أنهم حاملو ميراث الأنبياء ورافعو رايتهم، ولأن دين الإسلام جاء ناسخا لما قبله مع الأمر للمسلمين بالإيمان بكل من سبق من الأنبياء والمرسلين فقال تعالى: " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير" (سورة البقرة).هذه مكانة فلسطين من الناحية الدينية. وهي مكانة جعلتها جزءا من عقيدة المسلمين ووجدانهم.وقد تعمّقت هذه المكانة بالفتح العربي الإسلامي لفلسطين، ووقوع عدد من المعارك الفاصلة في التاريخ على أرضها كأجنادين وفحل بيسان واليرموك وعين جالوت وحطين. وباختلاط دماء الصحابة والتابعين والمجاهدين بثراها المبارك، وبهجرة وإقامة الكثير من الصحابة والتابعين والعلماء وأنسالهم فيها،وببروز عدد من أبنائها كعلماء وقادة ورجال حكم.وهذا يقودنا إلى الإشارة إلى أحد معالم الحل الإسلامي المنشود لتحرير الأرض المباركة. وهو توسيع دائرة الصراع لتشمل كافة المسلمين المؤمنين بحقهم فيها. وعدم التفريط بأي جزء منها باعتبارها أرضا مقدسة ووقفا لعامة المسلمين. لا يجوز التصرّف بها، وباعتبارها جزءا من عقيدة كل مسلم ووجدانه. وإن استشعار المسلمين بواجبهم تجاه تحرير أرض الإسراء والمعراج قيامهم بخطوات عملية في هذا الإطار، هو ضمانة حقيقية للسير بخطوات جادة لتحقيق آمال المسلمين باستعادة أرضهم ومقدساتهم..وإلى الغد بمشيئة الله.