13 سبتمبر 2025

تسجيل

مؤسسة قارون

20 يونيو 2011

مؤسسة مالية فردية جذورها ضاربة في أعماق التاريخ وما تحمله من القيم والسلوكيات والأخلاقيات السلبية، مما جعلها تتهاوى وتسقط وتنهار بعدما تجاوزت حدود العمل المؤسسي والإفلاس المالي الاقتصادي، وتناست ونسيت المنظومة الأخلاقية والقيمية بل وتعدت عليها وذبحتها ذبح النعاج. فقراءة أحداث فصول هذه المؤسسة الفردية وما بها من وقائع ومسارات قراءة صحيحة، نجد أن مشاهد وأحداث هذه المؤسسة (مؤسسة قارون) المالية الاقتصادية قديمة متجددة في تاريخ البشرية وخاصة في القطاع المالي بكافة مجالاته متكررة في معانيها وقيمها المادية البحتة الصرفة، ولكن مسؤولي هذه المؤسسة متغيرون باستمرار، ولكنهم يحملون هذا الإرث القيمي الأخلاقي السلبي ويتوارثونه. إلا ما رحم الله. فالمتأمل في هذه المؤسسة ليجد فيها من السلوكيات والقيم القذرة كالغرور والتكبر والتعالي، والحرص الدائم على الحصول على المال والثروة الطائلة لا حسيب ولا رقيب بشتى الطرق الملتوية، وكفران النعمة بمعنى عدم إرجاعها إلى منعمها سبحانه وتعالى، والسعي في الفساد والإفساد، وعدم الاستماع إلى نصح وتوجيه وإرشاد الآخرين وسد منافذ التفكير السليم والاتعاظ عندما تسير المؤسسة في السير والاتجاه الخاطئ، وإن كانت هذه المؤسسة فردية أو عائلية أو غير ذلك {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ }القصص80. فمن صور البغي والتعدي في العمل المؤسسي أينما كان مكانه استغلال الموظفين المتميزين من قبل بعض المسؤولين في إبراز أسمائهم للحصول على منافع وامتيازات ترفع من وجاهتهم المؤسسية ومكانتهم الاجتماعية. وكذلك من صور البغي والتعدي أن من حصل على المال الكثير وزادت ثروته المالية ومكانته الاقتصادية والاجتماعية ونال من الجوائز والأوسمة والشهادات وظهر اسمه في المنتديات الاقتصادية والمالية والإعلامية المختلفة، وأصبح مشهوراً ويُشار إليه بالبنان أن هذا كله من شطارته وقدرته وذكائه وحنكته وعلمه وتدبيره، وسعيه ذهاباً وإياباً والتباهي والتفاخر بذلك، وهكذا فصور البغي كثيرة ومتجددة، فوقائع أحداث مؤسسة قارون الفردية والجماعية، أنها وبالتأكيد تبين عظم خطر المال إذا تمكن من النفس البشرية وسيطر عليها وصار عبداً له وتنتعش من أجل المال، وأخطر من ذلك إذا اقترن المال بالفساد والإفساد فهذه هي الطامة الكبرى على أفراد المجتمعات بدون استثناء، قال تعالى {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }القصص77. ويا صاحب المؤسسة لا تنس وستصطحبها معك " وأحسن كما أحسن الله إليك " فسيأتيك الخير والتوفيق منه بإذن الله. " ومضة " " إذا رأيت الله تعالى يُعطي العبد من الدنيا ما يُحب، وهو مقيم على معاصيه، فإنما ذلك منه استدراج " صححه الألباني رحمه الله.