10 سبتمبر 2025
تسجيلالعنصرية كلمة شائكة المفاهيم، وإن كانت تصب في قاعٍ واحد وهو التّعصب والتحيّز لفئة معينة من الناس، إضافة إلى عدم تقبل اختلاف البشر. ومن هنا ولّدت لنا هذه الكلمة اتجاهات وأشكالا مختلفة كالعنصرية الدينية، العرقية، والثقافية، وغيرها. فكانت بمفاهيمها واتجاهاتها وبالا على الأفراد والمجتمعات؛ فهي الأساس في تفكك الروابط بين أفراد المجتمع، بل هي منبعٌ لمشاعر الحقد والكراهية بين هؤلاء، ويصلُ خطرها أن تكون حجر عثرةٍ في تقدم وازدهار الدول وأن تهدد الأمن والسلام في الدولة الواحدة. ومن هنا كان لدولة قطر دور كبير في محاربة هذه الآفة؛ حيث أكدت إيمانها الكامل بأهمية القضاء على العنصرية والتمييز العنصري بجميع مظاهره وأشكاله، وأهمية التنفيذ الفعال لإعلان وبرنامج عمل «ديربان». ولعلّ خير مثال على ذلك ما عكسته أجواء دولة قطر فترة كأس العالم 2022 إذ أظهرت الاحترام المتبادل بين الجميع باختلاف جنسياتهم وثقافاتهم حيث كانت قطر منبعاً للتواصل الثقافي والفكري، وذلك بتطبيقها كلام سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في كلمة افتتاحية كأس العالم: «سوف يجتمع الناس على اختلاف أجناسهم وجنسياتهم وعقائدهم وتوجهاتهم هنا في قطر وحول الشاشات في جميع القارات للمشاركة في لحظات الإثارة ذاتها، ما أجمل أن يضع الناس ما يفرقهم جانباً لكي يحتفوا بتنوعهم وما يجمعهم في الوقت ذاته». فلترحل العنصرية مع كل انكساراتها التي تتركها، ولنعش حياةَ العظماء في مجتمعٍ متنوعٍ لا أفضلية فيه إلا لمن تركَ أثرا طيبا على ثرى قطر.