18 سبتمبر 2025
تسجيلالتناقض سمة من سمات العالِم المتقلّب لتحقيق مكاسب سياسيّة مكشوفة غريب أمر علماء السلطة اليوم.. ففي كل يوم يتساقط المزيد منهم بسبب التعاطف مع السياسة لتنفيذ أجنداتهم الشيطانية التي لا دين ولا مصداقية لها في هذا الزمن، العالم السعودي «عائض القرني» أنموذجا!. ◄ التستّر تحت عباءة الدين: وهذا الانهزام لشيخنا المتلون جعل منه اضحوكة امام المجتمع السعودي اولا.. وامام مجتمعات الخليج والعالمين العربي والاسلامي ثانيا، وهو ما يثبت ان ازمة الخليج المفتعلة مجرد مسرحية هزلية مثلها مثل المقابلة التلفزيونية للشيخ المتستر تحت عباءة الدين والمخادع «عائض القرني» مع المذيع السعودي «مسيلمة المديفر» مذيع قناة روتانا خليجية الذي كان متعاطفا مع احد الاحزاب قبل ازمة الخليج، حيث افتعل ازمة جديدة مثلها مثل الازمة التي اختلقتها دول الحصار تحت ذريعة «الارهاب» ضد قطر دون اية دلائل، وهي الاجندة التي فشلوا فيها فشلا ذريعا وانكشف امرهم من بعد خيبتهم فأصبحوا يتخبطون يمينا وشمالا دون ان يحققوا مرادهم حتى أذلهم الله ورد كيدهم في نحورهم!. ◄ بدعة «الإسلام الوسط»: واراد «القرني» من خلال حديثه مع «مسيلمة المديفر» ان يتخفى تحت رفع شعار «الاسلام الوسط» بهدف نشر الفتنة واشاعة الشبهات بين العباد مع العمل على خلط الحلال بالحرام حتى تضيع الامة وتعيش في زمن التيه كما عاش غيرها من الامم السابقة في الازمنة الغابرة، كما ان مثل هذا الكلام المضلّل والتحريضي في الفكر يسعى ايضا الى شيطنة كل شيء، فبعد ان كان «القرني» يهوى «الإخوان» حتى النخاع في الزمن الجميل، نجده يتحول اليوم بكل وقاحة وانسيابية الى احد ابواق الفبركة الاعلامية عبر اسطوانته المشروخة مع «مسيلمة المديفر» التي لم يصدقها أحد حتى حامل كاميرا التصوير في استوديو المقابلة المعدة بشكل احترافي لاغواء المتلقي العربي. سواء في داخل السعودية او في خارجها لأن الجميع يعلم سوء التوقيت لافكار «القرني» التي تمر بمرحلة من البلبلة الممزوجة برياح التدمير والتخريب داخل المجتمع المتهالك من باب «رفع عصا الطاعة» التي تسري في اجساد علماء السلطة اليوم بطريقة الريموت كنترول!. ومثل هذا الفكر المختلق يرفضه كل الذين تابعوا «القرني» لأنه يريد ان يفرض رأيه على الجميع وهذا ليس من حقه، وهو نوع من الاغواء لرأي لا يمثل الا نفسه ولا يشمل عامة الناس، لأن «الحلال بيّن والحرام بيّن»!. ◄ مشكلته مع قطر: واذا كان هناك من يقول: «بأن المشكلة مع قطر صغيرة جدا جدا جدا» فإن «القرني» اراد ان يقول بأن قطر تقوم على ( 5 ) نونات افتعلها هو شخصيا، عبر الاخوان والجزيرة وايران واردوغان وحزب الله، وكلها افتراءات وجملة من الاكاذيب التي ليس لها اي مبرر. لأن قطر لو جمعت كل هذه النونات التي يدعيها فهذا يعني أنها ليست بصغيرة، بل قطر كبيرة جدا جدا جدا، وهو قمة التناقض، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى فمن العيب ان يتنكر «القرني» للعيش والملح وللخير الذي اغدقته عليه قطر في الماضي بل على كافة العلماء الذين كانوا على شاكلته. ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ العريفي والشيخ صالح المغامسي، حيث إن العريفي في بداية الأزمة الخليجية المفتعلة عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر هاجم قطر واتخذ موقفاً مسانداً ومؤيداً لمواقف حكومات الحصار ضد قطر بالرغم انه كان يأتي إليها ليلقي دروسه ومواعظه في مساجدها، ولكنه بعد كل ذلك يأتي ليعبر بقوله ان قطر أصبحت بالنسبة له إرهابية. ◄ القرني ليس الأول: وللعلم فإن «عائض القرني» ليس اول العلماء الذين تهجموا على قطر في فترة الحصار، فهناك «عبدالعزيز آل الشيخ» مفتي الديار الذي أيد حصار قطر وقال: «ان القرارات التي اتخذت ضد قطر مبنية على الحكمة والبصيرة وفيها فائدة للجميع»، كما يدعي بهتانا وزورا على طريقة النفاق والارتزاق في هذا العصر. وكذلك إمام الحرم المكي «عبدالرحمن السديس» الذي حذر من التعامل مع ما وصفها في خطب الجمعة بـ «الفئة الضالة والجهات الارهابية» المصنفة في البيان المشترك لدول الحصار المتخاذلة ضد قطر في اشارة تأييد ومباركة لقائمة الارهاب التي اعلنتها دول الخزي والعار، وحينها رد عليه احد المغردين بسبب كلامه الساذج قائلا: السديس.. إمام الحرم يقول: «حصار قطر خطوة سديدة» أرأيتم كيف يمكن أن تكون إماما للحرم، وتجعلك الدنيا ظالما ويجعلك الخوف خائنا للقرآن اللهم ثبتنا»!. ويعلق على ذلك احد التقارير قائلا: هذه الظاهرة جعلت الكثير من شعوب المنطقة لا يثقون بعد ذلك في الكثير من الدعاة والأئمة الذين كانوا محل ثقة ولكن تبدلت أحوالهم وأصبحوا دعاة ومشايخ تحت الطلب يأتمرون بأمر السلاطين ولا يقولون إلا ما يرضيهم، حيث كشفت الأزمة الخليجية الحالية الوجه الحقيقي للعديد من رجال الدين والدعاة في دول الحصار الذين كان البعض يعتقد أنهم على خير وأنهم لا يخافون في الحق لومة لائم ولكن الواقع يغاير ذلك تماماً، حيث تحول الكثيرون منهم إلى أبواق تدافع عن سياسات دولهم ظالمة أو مظلومة ومن يصمت منهم يكن مصيره الاتهام بالخيانة والسجن. ◄ مشايخ يدنسون المنابر الإعلامية: وعلق البعض على تصرف «القرني» الاخير بأنه يقوم على تدنيس المنابر الاعلامية واستغلالها اسوأ استغلال في مثل هذه الظروف بالذات. فهو يزرع الفرقة والفتنة بين الاشقاء في دول المنطقة ولا يسعى لتوحيد الكلمة للبيت الخليجي، مثله مثل من يطبلون لحكام دول الحصار بغطاء مفضوح عبر فتاوى شيطنة قطر التي لا تنتهي، وفي الوقت نفسه نجد هؤلاء العلماء لا يشيرون في احاديثهم - ولو إشارة عابرة - للعلماء المعتقلين في السجون من المتعاطفين مع قطر والمقاطعين لحملات النفاق والارتزاق في الازمة الخليجية!. ◄ المديفر والتخلف في التقديم التلفزيوني: لعل من الملاحظات التي كشفها الكثير من المحللين والمغردين عبر شبكات التواصل الاجتماعي ان «مسيلمة المديفر» انكشف ضعف ادائه وخبرته التي تقوم على التقديم الكلاسيكي لبرامجه المضللة والمحرضة ضد قطر ورموزها، وهو ما يؤكد انه لا يصلح لتقديم البرامج الجماهيرية. فهو يسعى للاثارة اولا وضرب الخصوم ثانيا من خلال اختلاق الكاذيب والمعلومات المفبركة لجذب جمهوره، وقد كان يفعل الشيء نفسه قبل حدوث حصار قطر في 2017 م حيث كان حينها متدينا ويلتزم اكثر بافكار بعض الاحزاب التي يعتنقها غالبية علماء السعودية وبعض المذيعين ومنهم «مسيلمة المديفر» المتلون في نهجه الذي يقوم على البلبلة ونشر عكس ما يجري على الساحة لتحقيق اجنداته السياسية حسب الوقت والزمان والظروف السياسية التي يعايشها وعليه ان يقوم بتنفيذها بحذافيرها والا سيكون مصيره مصير من ينامون في السجون هذه الايام منذ فرض حصار قطر ومرحلة التغيير التي يعيشها في البيئتين الاجتماعية والاعلامية المحيطة به وبأمثاله!. ولذلك جاءت حلقة «مسيلمة المديفر» مع «عائض القرني» لتثبت للمشاهد العربي أن فن التقديم التلفزيوني لم يكن حليف مقدم البرنامج لانه متناقض حتى النخاع في طريقة النقاش مع الضيف ولا يربط الماضي بالحاضر بل يرمز في معلوماته على المعلومات المعيشة لأن الربط بين المعلومات من الامور المهمة في المجال التلفزيوني في مثل هذه البرامج، ولذلك كان «مسيلمة» يتخوف كثيرا من سرد بعض التاريخ لسيرة «القرني» وانتمائه للاخوان المسلمين قبل حصار قطر، حيث تحول الى اكبر رمز من رموز المطبلين واعلان الحرب على الاخوان واردوغان وقطر التي كان يقول عنها في الماضي إنها كعبة المضيوم، كل هذه التناقضات ولدت فجأة مع لقائه بـ «فرعون الاعلام السعودي» في الازمة الخليجية المفتعلة ضد قطر!. كلمة أخيرة: «لحوم العلماء مسمومة» و»عائض القرني» أولهم، وكفانا الله شرّ من يسيس الدين على حساب المبادئ والقيم!. [email protected]