27 أكتوبر 2025

تسجيل

أهذا جبل..!.

20 مايو 2019

جبل يحمل كل هذه المعاني والمشاعر والقيم، ويحمل كذلك معنى الثبات، لجدير أن تقف أمامه وتستشعر كل ما ورد عنه من أقوال، جبل أصم جماد، ولكنه جبل ليس كالجبال، جبل له تاريخ مع نبي الرحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم، ومع الصحابة الكرام رضي الله عنهم، إنه «جبل أحد» عندما تذكره وما صحبته من احداث ووقائع ومواقف، وإذا مررت عليه ونظرت إليه أخذ مشاعرك وحرك قلبك وأحاسيسك قبل عقلك، وصحبتك أفكار عنه، جبل بهذا القدر والمنزلة يترك أثراً في النفوس بالتأكيد يجب أن يُحب. فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: «خرجت مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى خيبر أخدمه، فلمّا قدِم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ راجعا وبدا له أُحُد، قال: «هذا جبل يحبّنا» رواه البخاري. قال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم رحمهما الله « الصحيح المختار أن معناه أن أحدا يحبنا حقيقة، جعل الله فيه تمييزا يحب به، كما قال سبحانه وتعالى (( وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ )). وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم «إن أُحُداً جبل يحبنا ونحبه» رواه مسلم. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: « صعد النّبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى أُحُد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فضربه برجله قال: اثبت أحد، فما عليك إلّا نبيّ، أو صدّيق، أو شهيدان « رواه البخاري. جبل يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم وكرام القوم ويبادلونه كذلك الحب، وإنسان منحه الله تعالى العقل والقلب، فإذا البعض يتنكر لشرع الله تعالى ومنهج رسوله صلى الله عليه وسلم، ويتنصل منه، وهو من بني الجلدة وينتسب للإسلام والعروبة شكلاً وصورة، بل ويتآمر عليه باسم الحداثة والمدنية والعلمانية القبيحة الوجه، والليبرالية الانحلالية، والحرية الفجة، ويتساقط على أعتاب أعداء هذه الأمة بشكل واضح ويمنح ما يريدونه منه، ويتودد إليه بكل الأشكال والصور، والبعض يلمّع السلطان الحاكم فيما يقدم عليه من تآمر على عقيدة الأمة وثوابتها، وإرادة في تمييع المجتمعات الإسلامية والعربية، بل أصبح التآمر شيمة الرويبضة، يحملون السنوات الخداعات بكل ما فيها: من تصديق الكاذب، وتكذيب الصادق، والخائن في المقدمة، والأمين لا قيمة له ولا يؤبه له، بل يُسجن ويحاكم زوراً حتى على صمته. فالوفاء والحب وكل معاني الخير يحمله بصدق هذا الجبل، وبعض بني البشر يحملون الغدر والكره ونسيان الجميل والسقوط، وصدق من قال صلى الله عليه وسلم «إن أُحُداً جبل يحبنا ونحبه». ألا فنتعلم من جبل أحد دروس الحب والوفاء والثبات والوقوف مع الحق وأهله والدفاع عنهم، وقبل ذلك اتباع أحكام الشرع حكماً وتطبيقاً وممارسة. انتهى الدرس...!     ◄ «ومضة» قال تعالى (( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا )) الفرقان:44. قال مقاتل رحمه الله «البهائم تعرف ربها وتهتدي إلى مراعيها وتنقاد لأربابها التي تعقلها، وهؤلاء لا ينقادون ولا يعرفون ربهم الذي خلقهم ورزقهم». [email protected]