12 سبتمبر 2025
تسجيلكلنا نواجه مفارقات يومية، ومواقف مختلفة مع زملاء العمل، مع الجيران، مع الأقارب، مع من تربطنا به صلة قوية أو عابرة، مواقف كثيرة فيها من الشر والقسوة الكثير، وكل منا ينظر إليها بعين روحه قد يراها أحدنا نكبة في العلاقات الإنسانية تستحق البكاء، وقد يراها بعضنا مناسبة تستحق الضحك لتفاهة أصحابها، ولعل قصة الدلوين التي قرأتها منذ سنوات تصلح اليوم لأقدمها للمتوجعين والمكفهرين دوما من الحياة، المتألمين أبدا من أحوالها وأحوال بشرها، وملخص الحكاية أنك تستطيع أن تكون الحزين المكتئب الذي لا يرى نوراً للشمس على الإطلاق، وتستطيع أن تكون الضاحك المتعالي على المواقف الصغيرة المؤلمة حتى إنك تستطيع السخرية منها والضحك عليها محدثا نفسك بأن النور لا ينبثق عادة إلا بعد عتمة حالكة، وانت بذلك وفي الحالتين تكون مثل الدلوين الشهيرين في القصة القديمة التي تحكي أن دلوين كانا مربوطين بحبل ومعلقين على بكرة فوق بئر فينزل أحدهما فارغا وهو يتراقص كأنه يضحك متفائلا سعيدا، ويصعد الآخر ممتلئاً ويفيض منه الماء وكأنه يبكي، والتقى الدلوان في منتصف الطريق فسأل الدلو الراقص زميله الباكي: لماذا تبكي؟ فأجابه: وكيف لا أبكي وأنا أحمل الماء الثقيل بصعوبة وأصعد إلى فوق فيعيدني صاحبي إلى ظلام البئر من جديد، ثم سأل الدلو الباكي زميله: وأنت لماذا تتراقص فرحان؟ فأجابه: وكيف لا أتراقص وابتهج وأنا أنزل إلى قاع البئر فامتلئ بالماء العذب وأصعد لأعلى فاستمتع بالضوء والشمس من جديد! تماما نحن كهذين الدلوين، يمكن أن نكون الباكي المحزون أو المستبشر المتفائل، مناسبة أن أقول لكل الذين يحتطبون هماً، أو يعانون ألما، أو تحاصرهم الابتلاءات والكروب مهم أن أقول لهم إن نظرتنا إلى الحياة على اختلافها هي شموسنا الداخلية التي قد نساعدها على السطوع والإشراق لنعيش في نورها أو نحاصرها بالشحوب والأفول لنغرق في التخبط حيث الإظلام التام، ويا كل مكروب (خليها على الله) فالعبد في التفكير والرب في التدبير، وكم من بهجة سطعت من بعد أزمة موجعة، (دايما قول يارب). * في وقتنا هذا المملوء بما يشد الأعصاب، ويربك الخطى بفعل هموم البعض المتراكمة ماذا تفعل لو أن أحدهم ناداك في الشارع أو السوق وقال لك بأعلى صوته: يا كذاب، أو يا حرامي، أو يا منافق، تصوري الشخصي أنك ستلتفت إليه ليكون رد فعلك واحدا من ثلاثة، إما أن ترد عليه بمثل ما قال، أو ترد عليه بمثل ما قال وتزيد بما جادت به قريحتك حتى يختفي، أو إذا كنت عصبياً فستطعمه (علقة) لن ينساها طوال حياته، وقد تسكنه المستشفى وقد حاز إحدى العلامات المميزة في صورة عاهة جراء لكماتك المعتبرة، قليل جدا من يستطيع التحكم في أعصابه ولجم غضبه وقد فار بفعل قول مستفز، مناسبة هذا الكلام كم ما لاحظته من القضايا المرفوعة بساحات المحاكم ليس في إرث، أو قتل، أو تزوير وإنما في التلاسن والتجريح، يتفوق في هذه القضايا بنصيب الأسد إعلام الشتائم والمهازل بالقنوات الخاصة التي يرى البعض ضرورة تأديبها قضائيا بعدما تجاوزت حدودها في السب والقذف لشخصيات عامة طالت السيد الرئيس نفسه، وكذا استعمال عبارات خادشة للحياء كالتي يستعملها (أراجوز البرنامج) المدعو باسم، وغاصت مساحات البث في قاهرة المعز في التربص، والشتائم، والتحريض بينما مشاكل الناس تتفاقم والإعلام المهرج ودن من طين وودن من عجين!. طبقات فوق الهمس * السكرتارية تنصب نفسها أحيانا حاجز صد بين المدير وموظفيه بدعوى الحفاظ على وقته الثمين، طيب ماذا يفعل أصحاب المشاكل التي لا يحلها إلا المدير؟ يضربون رؤوسهم في اقرب طوفة! بسيطة. * نرتاح جدا عندما نؤمن بخيرية الحياة والناس، على الأقل حتى نستطيع التنفس براحة بعيدا عن كرب الكراهية. * نملأ خزائننا بالغالي والنفيس وننسى ملء خزانة قلوبنا بالرحمة والحب! * قد تفتخر بمالك، بأصلك وفصلك، بسيارتك الفارهة، بمنصبك، ما رأيك اليوم أن تزهو وتفتخر بإنسانيتك؟ * البعض يعتني بكل ما سيتركه لأولاده من أرصدة، وعقارات، ومنقولات، في ذات الوقت هناك من يعتني بسمعته وحسن سيرته التي ستعيش طويلاً كأطيب إرث من بعده. * في الشدائد يتناثر من حولك كثيرون كأوراق الشجر فلا هم شافعون ولا نافعون رغم كثرتهم، وعندما يملؤك الإحساس بخلو العالم من خيره تبزغ يد الرحمة لتساعدك وتشدك من وهدتك وتعيد لك الثقة بناس الكوكب. * أصحاب الفضل لا يمكن أن تجد في قاموس الدنيا كلها كلمة شكر تناسبهم، وإنما يعيش في قلبك امتنان لهم تعجز كل الكلمات عن وصفه. * أنا أحبك.. كم مرة قلناها لبعض من القلب؟ كم مرة وفيناها ما تستحق من حفاوة وصدق؟. * يا خارجاً الآن إلى حيث تعمل، هل ترتدي عيناك العدل، ونفسك الصبر، وضميرك الإنصاف وقد ارتديت هندامك؟ اسأل نفسك.