12 سبتمبر 2025

تسجيل

مديرو مدارسهم ونظرائهم في مدارسنا

20 مايو 2013

في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي بعثتنا الدولة (حفظها الله) إلى دول أوروبا وأمريكا في بعثات دراسية للحصول على مؤهلات عليا ودورات علمية على فترات طويلة، واضطررنا إلى إلحاق أبنائنا في مدارس هذه الدول التي سافرنا إليها، محملين بأحلام تحقيق النجاح والعودة إلى بلادنا بشهادات تؤهلنا للتقدم بقطاعاتنا المختلفة، وقد كنا نلاحظ عندما نجتمع مع المسؤولين في السفارة القطرية والمكتب الثقافي أننا جميعاً متفقين على أن مديري المدارس في تلك الدول يتعاملون مع الطلبة على أنهم أصدقاء، يستمعون إليهم ولا يوبخونهم أو يحرجونهم، بل كان المديرون والمعلمون هناك يتقربون من الطلبة ويعاملونهم بطريقة تمنحهم الثقة في أنفسهم ويساعدونهم في مواجهة المشكلات الدراسية والصحية والنفسية وحتى المشكلات الخاصة، كان مديرو المدارس في الخارج يمارسون الأبوة والأخوة والأمومة في تعاملاتهم مع أبنائهم الطلبة، وأذكر أن مدير مدرسة أبنائي قام بتوصيلهم حتى باب المنزل لتأخري عليهم، وأبى أن يتركهم على أبواب المدرسة وحدهم، في سنوات طويلة قضاها أبنائي في مدارس الخارج لم أجد أحدهم يشكو يوماً من تعرضهم للإذلال أو الإحراج أو يطارد في الشارع من قبل مشرف أو معلم أو مدير. بعض مشرفينا ومعلمينا قد تجدهم يتعاملون مع طلابهم بطريقة عكسية تماماً، فلا يصادقونهم أو يتقربون إليهم، بل قد تجدهم يتلذذون بمعاملتهم بطريقة سيئة، منها المطاردة في الشارع أو معاقبتهم في غرفة مغلقة أو تركهم على أبواب مكاتبهم لفترات طويلة أو عدم السماح لهم بالحصول على إذن مع إبلاغ ولي الأمر وغير ذلك، وقد أكد أحد أولياء الأمور أن إدارة إحدى المدارس قامت بمنع عشرات الطلاب من الدخول إلى المدرسة لتأخرهم دقيقتين أو ثلاث تقريباً، مع العلم أن هؤلاء الطلاب لا يملكون هواتف للاتصال بذويهم لإعادتهم إلى بيوتهم. في بعض مدارسنا يصعب عليك مقابلة المدير بسهولة وعليك قبل الوصول إليه تخطى الحواجز البشرية التي تقابلك وكأنه مستهدف ويتوجب حراسته من الطلبة وأولياء الأمور، وكثيراً ما تفشل كافة المحاولات في مقابلة المدير بحجج واهية أغلبها يتعلق بالاجتماعات داخل أو خارج المدرسة، وللأسف لا يعوض هذا وجود نواب له، فالجميع مشغولون بأمور واهية ولا يوجد جسر من التواصل بين هؤلاء وبين أولياء الأمور بما يصب في خدمة الطلاب، هل من المعقول أن تكون معاملة مدير ومشرفي ومعلمي المدارس في الدول الأوروبية والأمريكية أفضل من عندنا ونحن العرب ذوو الأخلاق والتربية الإسلامية الحميدة، هل تصدق أن لدينا مشرفين قد يتوعدون الطلبة بكلمة تهدر من كرامتهم (باشوتكم) وكأنهم كرة قدم وهو اللاعب القادر على توجيه ضربته إليهم، هل هذه هي الأخلاق الفاضلة التي يعلمونها لأبنائنا؟ هل يتجرأ مثل هذا المشرف أو مديره أو نواب المدير أو أحد المعلمين في التعامل مع الطلبة بمثل هذه التصرفات أمام ذويهم في يوم المعايشة الذي دعا إليه المجلس الأعلى للتعليم ليعيش أولياء الأمور يوماً مع أبنائهم في المدرسة، أمام أولياء الأمور الوضع يختلف تماماً فتجد الابتسامة والمودة ثم تسمع بعد ذلك عن طريقة التعامل السيئة مع الطلبة، مشكلات جمة في إحدى المدارس المستقلة وقد ظلت على حالها رغم شكاوى طلابها وأولياء أمورهم دون أن يقوم المجلس الأعلى للتعليم بتكليف لجنة أو لجان مختصة لبحث الأوضاع داخل هذه المدرسة وغيرها من المدارس، والسؤال هنا هل يقوم المجلس الأعلى للتعليم بتوزيع استبيانات على طلاب المدارس لرصد آرائهم في إدارات مدارسهم في سرية تامة؟ والله من وراء القصد.