12 سبتمبر 2025

تسجيل

احتمالات القيام بمصالحة بين تركيا ومصر؟

20 أبريل 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); انتهت أعمال قمة منظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في إسطنبول، وكان لهذه القمة أهمية خاصة، كونها جاءت في خضم ما تشهده المنطقة من أزمات، وشكلت فرصة مهمة لحل المشاكل التي تواجه العالم الإسلامي. وشهدت أعمال القمة، عقد اجتماعات ثنائية واتصالات مهمة، كما كان البيان الختامي للقمة مختلفًا عن البيانات السابقة، حيث تعرضت إيران و"حزب الله" اللبناني، لانتقادات علنية. ردود فعل ضد إيرانتعرضت إيران و"حزب الله" اللبناني، لانتقادات في البيان الختامي للقمة، بسبب نشاطاتهما الإرهابية وسياساتهما الطائفية في المنطقة، في الواقع، رغبت المملكة العربية السعودية بتوجيه إدانات أكثر صرامة لإيران، إلا أن تركيا التي تولت الرئاسة الدورية للمنظمة، بذلت جهودًا حثيثة من أجل تخفيف تلك الانتقادات إلى حد ما، لكنها دعمت تضمين البيان الختامي بتلك الانتقادات.أظهرت القمة الأخيرة مدى انزعاج دول العالم الإسلامي من السياسات الإيرانية تجاه سوريا، واليمن، البحرين، الكويت، العراق، السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. كما عبرت تركيا مجددًا، خلال الزيارة التي أجراها الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى العاصمة التركية أنقرة، عن امتعاضها من السياسات التوسعية والطائفية التي تجريها طهران في المنطقة، وهو الموقف الذي عبرت عنه تركيا في مناسبات شتى. وحول انطباعاتنا، فهي تتمحور حول فهم إيران لمدى الوضع الصعب الذي بات يحيط بها من كل الاتجاهات بسبب سياساتها في المنطقة. لذا فهي بدأت منذ ذلك اليوم باتخاذ خطوات سريعة لإعادة إحياء علاقاتها مع تركيا، بعد أن وصلت في إحدى مراحلها إلى درجة القطيعة والانهيار، من جهتها تركيا، قابلت تلك الخطوات باستجابة حذرة ولكن إيجابية. ما الذي تريد فعله تركيا؟استعدت تركيا للقمة بشكل جيد، وأعدت مقترحات محددة وملموسة، وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمته الافتتاحية، على مفاهيم الوحدة الإسلامية، ووحدة الأمة، والوحدة الدينية. وانتقد الحروب الطائفية مشيرًا إلى نتائجها الكارثية قائلًا "إن ديني ليس سنيًا ولا شيعيًا، إنه الإسلام فقط". كما قدم الرئيس التركي 4 مقترحات تهدف إلى تعزيز مأسسة منظمة التعاون الإسلامي وتفعيل دورها، وإنشاء جهاز شرطة مشترك، ومجلس للنساء، وهلال أحمر مشترك، ولجنة تحكيم. ترغب تركيا في المضي قدمًا نحو تأسيس فكرة الوحدة الإسلامية من خلال المؤسسات، خاصة من خلال منظمة التعاون الإسلامي، وتحقيق ذلك من خلال تقديم ضمانات مكتوبة وإرساء عمل مؤسساتي يعمل في هذا الإطار. ولأن تركيا تعتقد أن التدخل الغربي في مشاكل المنطقة يزيد من حالة التأزم، فهي تدافع دومًا عن ضرورة العمل والتحرك المشترك في مجالي الأمن والاقتصاد بين دول العالم الإسلامي.احتمالات القيام بمصالحة بين تركيا ومصرشغلت العلاقات التركية المصرية حيزًا مهمًا بين القضايا الرئيسية في القمة. وجه الإعلام التركي انتقادات كبيرة للرئيس أردوغان، بسبب شكره في كلمته الافتتاحية، لمصر، الرئيس الدوري السابق للمنظمة، خاصة أن البعض قد اعتبر ذلك الشكر، بمثابة خطوة إلى الوراء من أردوغان، الذي وجه انتقادات لاذعة للانقلاب العسكري الذي وقع في مصر بقيادة عبد الفتاح السيسي. ومع ذلك، فإن ذلك الشكر، ضرورة تقتضيها المجاملة الدبلوماسية والعمل المؤسساتي للمنظمة الإسلامية، وقد قام أردوغان بفعل ما تمليه عليه أعراف المنظمة. ومع ذلك، فإن استباق العاهل السعودي، الملك سلمان، زيارته إلى تركيا، بزيارة أجراها إلى مصر، عزز قناعات البعض بوجود رسالة نقلها معه من مصر إلى تركيا.سعت المملكة العربية السعودية منذ وقت طويل إلى رأب صدع العلاقات التركية المصرية، إلا أنه لم يصدر تصريح واضح من أردوغان في هذا الشأن حتى الآن. ولا أعتقد أن أردوغان سيتخذ خطوة من ذلك القبيل، في ظل استمرار السيسي بسياساته الديكتاتورية تجاه الداخل المصري، سيما وأن خطوة من هذا القبيل ستكون بمثابة "إنكارٍ للذات". وأعتقد أن تركيا ستتخذ خطوات لتحسين علاقاتها مع مصر في حال أطلق نظام السيسي سراح محمد مرسي، وأوقف الإعدامات السياسية، واتخذ خطوات تصب في مصلحة إجراء انتخابات ديمقراطية. إن قيام تركيا بعمل وتحرك مشترك إلى جانب مصر والسعودية، من شأنه أن يحل الكثير من المشاكل في العالم الإسلامي بسرعة. كما أن قيام تحالف ثلاثي من هذا القبيل، سيدفع بإيران حتمًا للانضمام إليه. وهكذا يكون وقتها من الممكن التحدث عن بنية تحتية قوية تساهم في تأسيس شراكة ووحدة إسلامية متينة.نستطيع القول هنا، إن الكرة الآن في الملعب المصري، لاسيَّما بعد أزمة نظام السيسي مع الرأي العام في بلاده، جراء قضية جزيرتي "تيران وصنافير"، التي طفت على السطح مؤخرًا، لذا فإن النظام المصري اليوم، بات بحاجة ماسة للانفتاح أكثر من أي يومٍ مضى.