11 سبتمبر 2025

تسجيل

اغفر زلة أخيك

20 أبريل 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الإنسان خطاء وخير الخطائين التوابون، هكذا علمنا ديننا الحنيف وسطر لنا قدوتنا وإمامنا المصطفى عليه السلام أقصى غايات الصفح والعفو عند المقدرة ليس من أحبائه بل من ألد أعدائه حيث قال قولته المشهورة: اذهبوا فأنتم الطلقاء.فلا يجب إغلاق أبواب الأمل حينما تشتد بؤر الخلاف والشقاق او يصاب المرء" بعين" تؤرق مضجعه وتنغص عليه حياته فتخرب بيته كما يقال بالعامية المصرية ومن هنا تبرز حكمة ورجاحة عقل الأطراف المتنازعة مهما كانت القضية محل الخلاف.إن تعنت الطرفين أو احدهما نحو التصعيد هو مسمار النعش في احتواء الأزمة، فبدلا من احتوائها والبحث عن نقاط الالتقاء يسعى البعض لإذكاء نار الفرقة وتصعيد شق الخلاف، فتراه يفتح جروحا قديمة تزيد الطين بلة وتزيد الهوة اتساعا. الخطأ الكبير الذي يحدث هو اعطاء المجال لأطراف خارجية مباشرة دون ان يسعى الطرفان للنقاش اولا وأحيانا كثيرة تعود تلك الوساطة " المستوردة والمستعجلة" بنتائج سلبية. النصيحة الذهبية في مثل هذه الحالات خصوصا العائلية هي اتباع سياسة الاحتواء والاخماد وهذه السياسة ببساطة محاولة جادة من طرفي النزاع لمعالجة مشكلتهما مهما كان نوعها داخليا، ووأدها في مهدها دون ان ينظر للمسألة برمتها من باب فائز او خاسر وان ينظرا لها من منظور أكبر من تلك النظرة الأنانية ومن ثم المضي قدما في حياتهما وهنا أتذكر ما نسب من قول للمسيح: من منا بلا خطيئة فليرمها بحجر.إن سياسة الكبت وعدم " الفضفضة" التي لايبوح بها البعض خصوصا في حالة الأقرباء من نوع مداراة الآخر وغض الطرف عن صغائره هي عامل آخر من عوامل شحن النفوس عندما تحدث مشكلة كبيرة. فتصبح ردة الفعل اشبه ما تكون بالبركان المتفجر فتطول حممة ربما محيطا يتجاوز اطرافا أخرى ليس لها ذنب إلا أنها من عائلة هذا الطرف أو ذاك. هذا السيناريو الأخير يدخل عناصر جديدة في الصراع وتتشعب المشكلة وتنتهي بكوارث اجتماعية لا ينتبه لعواقبها إلا بعد أن تقع الفأس في الرأس.فالغضب من الشيطان فهو مرتع خصب له يهييء له الجو كي يمارس وساوسه التي تهدف للتفريق بين الناس وتقطع أواصر التقارب بينهم ويكفيكم ما فعله مع ابيكم آدم وزوجته حواء ثم بابنيهما. فالأبوان أخرجهما الشيطان من الجنة والولدان قتل أحدهما الاخر بسببه: كل منا يعرف هذه الحقائق لكن مع شديد الأسف تحجب الرؤية عن اعيننا وتنساها عقولنا. فيصبح الهم الأكبر الانتقام والتشفي بمآسي الاخرين إلا فئة قليلة ممن يعرفون الله حق قدره ولا ينزلقون في هذا الوحل.هناك أساليب تخفف من عواقب الغضب وقد تحاربه ان احسنتها وأولها: الصلاة، فركعتان لله تعالى كفيلتان بتغيير أحوال وتعديل أوضاع، وكذا ان تضع الله وذكره والاستغفار نصب عينيك ويلهج بها لسانك دائما، وأكثر الاستعاذة من الشيطان الرجيم ثم أيضا عليك بتغيير المكان وتذكر حسنات اخيك قبل سيئاته. التنفس العميق واليوجا من التكنيك الذي استحدثه العلم وهو مفيد لراحة الجسم واسترخائه.. كل ماسبق ذكره قد يساعد في تلطيف الأجواء حتى تهدأ النفوس فتروح السكرة وتأتي الفكرة لعل وعسى أن تنصلح الأحوال وتعود المياه إلى مجاريها.