17 سبتمبر 2025
تسجيلقلنا بالأمس أن أي إنسان منا مُعرّض إلى أن يعيش دوامة من التفكير والتردد حين يجد نفسه أمام عملية اتخاذ قرار، وذكرنا أسباباً لذلك، منها قلة المعلومات حول الموضوع المراد اتخاذ قرار بشأنه أو حوله، ومنها أيضاً، البيئة المحيطة التي ربما تكون حافلة بالمترددين حولك فتتأثر بطبائعهم بصورة وأخرى. وقلنا أنه ليس عيباً أن يتردد أحدنا في اتخاذ قرار ما، ولكن العيب أن يتحول التردد إلى صفة مصاحبة للشخص في كل قراراته وكل حياته.. حين يهم أحدنا بإحداث تغيير ما عبر قرار أو قرارات، فعليه أن يتخلى عن التردد، لأن هذا التردد بكل وضوح يعني، وجود همس أو صوت خافت يأتيك من أعماقك يدعوك إلى عدم خوض ما أنت بصدد الخوض فيه وهو التغيير. ويدعوك ذاك الصوت الهامس الخافت الجبان إلى التوقف والتفكر مرات ومرات، ويبدأ يقرأ عليك أوهاماً ويدعوك إلى تخيل صور سلبية بائسة، يقشعـر منها بدنك فتخاف وتركن! إن أنت واصلت الاستماع إلى ذاك الصوت الخافت، فإنك ها هنا مُعَرَضٌ لأن تتخذ قراراً بالتوقف، وكلما تباطأت في اتخاذ القرار واستمعت أكثر إلى ذاك الصوت، كلما كنت معيناً لنشر روح التثبيط والقعود بداخلك، ووجدت نفسك بعد حين من الدهر قصير وقد ألغيت قرار التغيير، لتعيش بعدها على الفور صراعاً ربما يطول .. زبدة القول في مسألة التردد، أن تكون حاسماً حازماً وأنت ترغب في إحداث تغيير ما عبر قرار ستتخذه، سواء على صعيدك الشخصي أم أصعدة أوسع وأكبر.. فلا تتردد أبداً في قرارات التغيير، لأن هناك حولك أناسا، تنحصر مهامهم في تلك اللحظات الحاسمة في دفعك إلى التباطوء والتوقف والتردد وعدم إكمال مسيرة التغيير، وأهم كل أولئك، هي نفسك التي بين جنبيك.. ربما وأنت تقرأ هذا الكلام، بدأت تتذكر مواقف حياتية مرت عليك وأنت بصدد اتخاذ قرارات حاسمة، ولك أن تتأمل وتراجع ما وجدت نفسك عليه حينها من التردد والحيرة، ليس لشيء يومها، سوى أنك لم تكن حازماً بالقدر الكافي، حيث تغلبت نفسك عليك وسيطرت على عقلك فانتصرت هي، وخسرت أنت لحظات كانت يمكن أن تكون فارقة بالنسبة لك. هل ستظل تعيش مع التردد لكي يتحول بعد حين من الدهر قد لا يطول، إلى طبع وصفة تصعب عليك التخلص منها؟ إنه أمر يستحق بعض التأمل واتخاذ القرار بشأنه أيضاً، فانظر ماذا ترى.